وكالات: بدأ السودان بدفع قوات برية إلى اليمن في خطوة لافتة وصفها مراقبون بأنها تحمل إشارات سياسية بالغة الأهمية لجهة بدء حكومة عمر حسن البشير في تلمس مصالحها في المنطقة بعيدا عن إيران. ووصلت أول أمس كتيبة من الجنود السودانيين إلى ميناء عدن بجنوب اليمن لتعزيز القوات العربية التي تقودها السعودية في مساعي التصدي لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران والحد من تنامي نفوذ المتشددين الإسلاميين. وذكر مصدر عسكري في عدن أن نحو 300 جندي وضابط سوداني وصلوا عبر البحر إلى عدن بهدف”المساعدة في الحفاظ على الأمن في المدينة، والتصدي لاعتداءات ميليشيات الحوثي وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وقال العميد أحمد خليفة الشامي المتحدث باسم الجيش السوداني إن القوات السودانية في اليمن على استعداد لأداء مهمتها العسكرية تحت قيادة التحالف العسكري العربي، وإن السودان ملتزم بإعادة الشرعية في اليمن. وأصبحت عدن وهي ميناء ومركز شحن استراتيجي، منذ تحريرها في يوليو الماضي من قبضة جماعة الحوثي، مقر الحكومة اليمنية الشرعية برئاسة خالد بحاح. ورأى مراقبون أن انخراط السودان في الحرب البرية ضد جماعة الحوثي في اليمن، يعكس تطورا نوعيا في التوجه العام للسياسة السودانية، ولم يترددوا في وصف هذه الخطوة بأنها رسالة من الرئيس عمر حسن البشير إلى التحالف العربي مفادها أن علاقة السودان مع محيطه العربي أهم بكثير من علاقته بإيران.
ويُنتظر أن تحقق هذه الرسالة أهدافها، لا سيما وأنها تأتي في وقت اشتد فيه سباق المنافسة بين آمال السلام في اليمن ورغبات التحالف العربي بقيادة السعودية في حسم الصراع عسكريا، بعد حرب استمرت 7 أشهر. ورغم تباعد وجهات النظر بين الحكومة اليمنية الشرعية، والانقلابيين الحوثيين الذي يُقصي إمكانية التوصل إلى حل قريب لهذه الأزمة، واصل التحالف العربي دفع المزيد من القوات العسكرية إلى مأرب، لتغيير المعادلة العسكرية هناك، فيما مُنيت ميليشيات جماعة الحوثي وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بخسائر بشرية ومادية في تعز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق