وكالات: فشل حزب الحرية اليميني المتطرف النمساوي في تحقيق هدفه بانتزاع السيطرة على العاصمة فيينا رغم توظيفه أزمة اللاجئين في حملة الانتخابات البلدية، في حين واصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيطرته على حكومة الولاية رغم خسارة بعض الأصوات. وفي أول رد فعل عقب إعلان النتائج، أعربت الجالية العربية والإسلامية عن سعادتها بفوز الاشتراكيين حيث أنهم كانوا وراء هذا الفوز، بحسب المراقبين. واستخدم الأعضاء العرب المرشحون للانتخابات المواقع الإلكترونية المعروفة بموالاتها للتيار الديني في تحفيز الناخبين على انتخابهم، بعد تصاعد مخاوف الجالية العربية من نفوذ اليمين النمساوي المتشدد، وهو ما تحقق على ما يبدو.
ونجح اليساريون في الحيلولة دون حدوث السيناريو الأسوأ على الإطلاق في انتخابات ولاية فيينا، بحرمان اليمين المتطرف من فرض نفسه على الحكومة المحلية الجديدة. وحل الحزب في المركز الأول بعد الإعلان عن النتائج الأولية بواقع 39.4 في المئة على الرغم من تراجع رصيد أصواته بنسبة 4.9 في المئة مقارنة بنتيجة انتخابات 2010. واصطدمت خطط اليمين المتطرف المناهض لسياسة الهجرة وللمسلمين في انتخابات الولاية الأهم على مستوى ولايات النمسا التسع بقوة منافسه الأبرز، بالرغم من تقدم حزب الحرية إلى المركز الثاني برصيد 32.2 في المئة. لكن يتفق الكثير من المتابعين على أن اليمين المتشدد حقق أفضل نتيجة له على الإطلاق في انتخابات ولاية فيينا منذ سنوات، حيث كان يأمل حزب الحرية في المشاركة لأول مرة في تشكيل حكومة الولاية.
هذه الخسارة انعكست سلبا على هاينز شتراخه زعيم حزب الحرية المعادي للأجانب بشكل عام وللإسلام بشكل خاص بعد أن تبخرت كل طموحاته في الفوز بعمدة فيينا. ويبدي تيار اليسار تفهما كبيرا لمطالب الجالية العربية والمسلمين في العاصمة، كما يعتبرون أنهم يمثلون جزءا من المجتمع النمساوي، علي عكس السياسات القومية المتشددة لحزب الحرية. ووفق معهد "إس أو أر إيه" للأبحاث واستطلاعات الرأي، فإن قضية الهجرة هيمنت على الانتخابات، إذ أن قرابة ثلثي الناخبين من أصول مهاجرة راضون تماما عن أداء الحكومة السابقة خصوصا في التعامل مع اللاجئين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق