العرب اللندنية: صدر مؤخرا تقرير في بريطانيا يحث السلطات المحلية على اتخاذ مزيد من الإجراءات لتوفير المعلومات المناسبة والنصح والتوجيه اللازمين للطلاب المسلمين، من أجل تحسين تمثيل هذه الفئة في المناصب العليا وفق ما ذكر الموقع الحكومي البريطاني "لوكل ـ غوف". وأظهر التقرير الذي أعدته مؤسسة "ديموس" البريطانية أن المسلمين في بريطانيا أقل تمثيلية في الوظائف المهنية والمناصب الإدارية العليا من الجاليات الدينية الأخرى، لذا فقد وضعت هذه الدراسة سبلا لعلاج هذا النقص ووجهتها إلى كافة السلطات المحلية البريطانية.
واستندت مؤسسة ديموس في إعداد هذا التقرير إلى معطيات عن مقر السكن، والمستوى الدراسي وبيانات عن نسبة العمل. وتبين من ذلك أن المسلمين في إنكلترا والويلز معرضون بشكل متباين للبطالة وغير فاعلين اقتصاديا. كما كشفت الدراسة عن أن نساء الجالية المسلمة لديهن أقل نسبة مشاركة في الحياة العامة مقارنة بالجاليات الأخرى. ويعزو التقرير قلة تمثيل الجالية المسلمة إلى خمسة عوامل تتمثل في: ضعف مهارات استخدام اللغة الإنكليزية، وضعف المستوى التعليمي، وترسخ عادات ثقافية تمنع المرأة من ولوج سوق العمل والعنصرية، وقد ركز التقرير على مسألة العنصرية التي إن تم القضاء عليها فسوف تكون للإشكالات الأخرى حلول سريعة في التكوين والتشجيع على الحياة المهنية والاجتماعية في بريطانيا.
وإلى جانب توفير الإحصاءات، ركزت المؤسسة في هذا التقرير على عينات محددة من الأفراد، وتعاملت مع المدارس والمؤسسات التعليمية والجامعات والسلطات المحلية وقادة المنظمات المحلية بكل من أحياء لندن التي تعرف تمركز كثافة سكانية مسلمة هامة. ومن أجل تحسين تمثيل المسلمين في المناصب العليا، طالب التقرير المدارس والسلطات المحلية بتوفير المعلومات المناسبة والتوجيه الكافي للتلاميذ الذين يطمحون إلى المناصب العليا حتى يتخذوا الخيارات التعليمية الصائبة. وقد يتطلب ذلك أيضا، وفق التقرير، إقامة حملات وطنية موجهة إلى أولياء الأمور حول الشغل والتعليم. كما ينصح التقرير بتخصيص دروس تقوية في اللغة الإنكليزية للتلاميذ المتفوقين الذين يعانون نقصا في المهارات اللغوية حتى لا تشكل اللغة عائقا أمام بروز مواهبهم.
وشدد التقرير على أهمية دور الحكومة المركزية في الرفع من تمثيلية الجالية المسلمة في هذه المناصب. وقال لويس رينولدس، معد هذا التقرير "إن النقاش الوطني حول الاندماج لطالما ركز على القيم المطلقة والمواقف، ونادرا ما اهتم بالعوامل العملية التي تلعب دورا بالغ الأهمية في تقدم المواطنين اجتماعيا واقتصاديا". وأضاف قائلا "لقد أشار هذا التقرير إلى بعض التغييرات الفعلية التي يمكن تحقيقها في التعليم والسلطات المحلية ومن شأنها أن تؤدي، على المدى الطويل، إلى تصحيح تمثيل المسلمين في المناصب العليا ببريطانيا". ويشير رينولدس إلى أن التقدم في هذا المنحى هو بمثابة خطوة تسجلها بريطانيا نحو الأمام، إذ سيصبح المجتمع أكثر قوة وأكثر ترابطا عندما نبدأ في الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية لهؤلاء الشباب الموهوبين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق