وكالات: وجه نائب الأمين العام لحزب الله نعيم القاسم، أمس الاثنين، انتقادات حادة إلى حكومة تمام سلام، مشددا على أنهم ليسوا في وارد دعم حكومة "تخوض مواقف تخدم مشاريع خارج البلد". يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف من امتداد لهيب الأحداث في سوريا إلى لبنان، وسط أنباء تتحدث عن رفع المظلة الدولية والإقليمية عن هذا البلد، الذي لطالما عمل المجتمع الدولي على تجنيبه منزلقات المنطقة. وقال نعيم القاسم "عندما تصبح الحكومة مضطرة لخوض مواقف خدمة لمشاريع أخرى خارج البلد، لن نسهّل لها أعمالها في هذا الاتجاه، حتى كائنا ما كانت الأسباب".
واعتبر أن "الذين يعطلون المؤسسات الدستورية في لبنان سواء المجلس النيابي أو الحكومة، أو رئاسة الجمهورية، يريدونها مزرعة لهم، ونحن لن نسمح لهم بذلك". تصريحات القاسم تأتي لتصب مزيدا من الزيت على الحرب الكلامية المندلعة بين المستقبل والحزب هذه الأيام، والتي يرى محللون أنها انعكاس للوضع الإقليمي المتفجر جراء التدخل الروسي في سوريا. ولطالما كان التوتر سيد الموقف في العلاقة بين المستقبل وحزب الله على مر السنوات الماضية، وفي محاولة لعدم تفجر الوضع بينهما خاصة مع استمرار الأزمة السورية، انخرط الطرفان منذ عام تقريبا في حوار ثنائي دعمته القوى الإقليمية والدول الغربية.
هذه العلاقة المتأرجحة بين التوتر والفتور سجلت نهاية الأسبوع الماضي تصعيدا ملفتا، حين هدد وزير الداخلية نهاد المشنوق في كلمة له في ذكرى اغتيال رئيس شعبة المعلومات وسام الحسن، بخروج المستقبل من الحكومة وأيضا بفض الحوار الثنائي مع الحزب. تصريحات الوزير المشنوق، اعتبرها متابعون، ليست نابعة من مواقف شخصية بل هناك اتفاق عليها داخل التيار. ويذهب محللون إلى القول بأن محاولة حزب الله وحليفه تيار الوطني الحر بدفع من طهران الاستفادة من التغيرات الإقليمية خاصة على صعيد التدخل الروسي في سوريا، هي ما دفعت المستقبل إلى التلويح بهكذا تهديد في سياق رفضهم وقوع لبنان الكلي تحت سيطرة هذا الطرف الذي تحركه إيران. ويضيف هؤلاء أن منطق "ربط النزاع بين الحزب والمستقبل" لم يعد قابلا للاستمرار، حيث أن الأمور وصلت إلى منتهاها، وحتى الدول المهتمة ببقاء استقرار لبنان في هذا المحيط الملتهب ليس بوسعها فعل الكثير في سياق الصراع السعودي الإيراني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق