وكالات: لا ينفي أو يؤكد المسؤولون الروس تمسكهم ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد على وجه الخصوص في السلطة، لكنهم باتوا في الآونة الأخيرة دائمي الحديث عن الحفاظ على مؤسسات الدولة في دمشق ومحاربة تنظيم داعش. وهذه الاستراتيجية تبدو أكثر قبولا وواقعية إذا ما خضعت للمقارنة مع نظيرتها الأميركية، التي تقوم على مساعدة قوات "معتدلة" لمواجهة التنظيم الأكثر تشددا في سوريا والعراق، دون جدوى. وانهارت هذه الاستراتيجية بعد اعتراف وزارة الدفاع الأميركية أن المقاتلين الذين دربتهم للعبور إلى سوريا قدموا ربع معداتهم العسكرية لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. وفي محاولاته لإخراج روسيا من عزلة دولية وجدت نفسها تنزلق إليها تدريجيا منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية قبل أكثر من عام ونصف العام، ينفذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قفزات واسعة نحو إقناع خصومه الغربيين بضرورة الإبقاء على الأسد في السلطة وإدماجه في أي تسوية سياسية.
ويتوقع اليوم أن يثمر اللقاء الذي يجمعه بنظيره الأميركي باراك أوباما مزيدا من التفاهمات غير المسبوقة حول الأزمة السورية، في ظل استعداد غربي واضح للميل تجاه تفضيل الأسد على جماعات مسلحة هيمن المتشددون على تحركاتها مؤخرا. وقال جيمس روبين مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق إن "الادارة الأميركية تعلم أن الحرب في سوريا عبء على إرث الرئيس باراك أوباما في الحكم، لكن بما أنه مازال متمسكا بعدم التدخل عسكريا بأي صورة من الصور، فلا مانع من التوافق مع روسيا حول بقاء مؤقت للأسد". وأضاف "هناك أيضا ألمانيا التي تريد الخروج من مأزق تدفق اللاجئين من خلال إيجاد حل للأزمة لا يستبعد بقاء الأسد. وفوق كل ذلك إيران التي أطلق سراحها مؤخرا من محبسها الدولي وتبحث لنفسها عن مكان شاغر على الطاولة، بينما لا يبدو أن الأميركيين والأوروبيين يمانعون ذلك". ويعول الأسد كثيرا على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا في نيويورك، ويعتقد أنها ستخرج بنتائج في صالحه أكثر من أي وقت مضى بالنظر إلى التمدد الروسي الأكبر الذي يسيطر على أجوائها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع تسعينات القرن الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق