وكالات: اعتبر مراقبون تحركات راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية المنضوية تحت لواء الإخوان المسلمين بخصوص ملف المعتقلين التونسيين في السجون السورية "مريبة" ومثيرة للجدل، حيث أكدت مصادر إعلامية محلية أن الغنوشي يعتزم السفر إلى إيران لبحث وضع المعتقلين بعد أن تقدم إلى السلطات الإيرانية بطلب وساطة مع النظام السوري لمعالجة هذا الملف الحساس، خاصة وأن الأمر يتعلق بأشخاص ضالعين في جرائم حرب حسب تقارير صادرة عن منظمات أممية. ونفت حركة النهضة في بيان رسمي صدر أمس الأول، "طلبها وساطة إيرانية مع أي نظام"، موضحة أنها "لا تسعى من خلال السلطات الإيرانية إلى غلق ملف الموقوفين التونسيين لدى النظام السوري".
وأوضحت أنها تتابع عبر مكتب العلاقات الخارجية ملف الموقوفين في السجون السورية وأنها تحترم السلطة القائمة في تونس وتقدّر أن حل مثل هذه الملفات بيد الدبلوماسية التونسية المتمثلة في وزارة الخارجية. وبعد نفي الحركة الإسلامية لخبر طلب الوساطة، أكد مدير مكتب راشد الغنوشي، زبير الشهودي، في تصريح لـ"آخر خبر أونلاين"، أن رئيس حركة النهضة يستعدّ للسفر إلى إيران خلال الأيّام القادمة لمحاولة خدمة القضيّة السورية وبحث سبل التعاون مع إيران للنظر في عدّة ملفّات. وقال الشهودي إن ملف المساجين التونسيين بسوريا والمقاتلين والمهاجرين التونسيين، سيكون من ضمن الملفات التي سيتمّ التطرق إليها، إضافة إلى بحث سبل التعاون الاقتصادي بين تونس وإيران. واستهجن محللون سياسيون موقف الغنوشي واعتبروه تجاوزا للسلطات الرسمية نظرا إلى حساسية الموضوع وارتباطه بملف الإرهاب المحوري، مشددين على أن استنجاده بإيران المؤيدة لنظام الأسد يمكن أن يثير فتورا في العلاقات الدبلوماسية التونسية مع عدد من الدول العربية، رغم أن تحركه فردي ومعزول عن الموقف الرسمي للحكومة. يذكر أن راشد الغنوشي كان من أول الإخوان الداعمين للثورة الخمينية في إيران، حيث كتب العديد من المقالات التي نشرت في مجلة المعرفة الناطقة باسم الاتجاه الإسلامي في ثمانينات القرن الماضي، معتبرا أنه "بقيام الثورة في إيران يبدأ الإسلام دورة حضارية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق