العرب اللندنية: أكد وزير الإعلام في حكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا والمنضوية تحت لواء الإخوان المسلمين أن الإرهابيين في ليبيا هم من جنسية تونسية، متهما بذلك تونس بتصدير الإرهابيين. وأفاد الوزير، مصطفى أبو تيتة في تصريحات صحفية، بأن تونس تعاني من معضلة الإرهاب المتصاعد وهو واقع تجسد من خلال الهجمات الدموية على العديد من المناطق الحساسة وعلى وحدات الجيش والأمن، مشيرا إلى أن عدد الليبيين المنتمين إلى داعش يقارب المائة فقط وهو ليس بالعدد الكبير، على حدّ اعتقاده. واستهجن مراقبون تصريحات الوزير الإخواني الذي أنكر الدور الذي تلعبه الميليشيات الإسلامية المتشددة التابعة لحكومته في تأجيج الفوضى ودعم الإرهاب، معتبرين أن إخوان ليبيا يتنصلون من مسؤوليتهم في الانفلات الأمني الذي ساهم في تغلغل تنظيم الدولة الإسلامية وتمكنه من السيطرة على عدد من المدن والمناطق الاستراتيجية. يشار إلى أن تقارير أمنية وإخبارية أكدت أن عدد التونسيّين الذين يقاتلون في صفوف التنظيمات المتشددة في ليبيا، في تصاعد ملحوظ ليتحول هذا البلد الجار إلى وجهة بديلة للمقاتلين وبؤرة جديدة للتوتر تضاهي العراق وسوريا، ولكن ذلك لا يعني تحول تونس إلى مصدّر للإرهاب مثلما ذهب إليه إخوان ليبيا.
وكشفت الهجمات الإرهابية المختلفة التي تبناها فرع الدولة الإسلامية في ليبيا عن وجود العديد من المقاتلين التونسيين المنضوين تحت لواء التنظيم والذين نفذوا أبرز العمليات الانتحارية والتفجيرات ضدّ ميليشيا فجر ليبيا أو قوات الجيش بقيادة خليفة حفتر. ولا توجد أرقام رسمية عن عدد التونسيين الذين يقاتلون في صفوف داعش في ليبيا ولكن تقارير أمنية كشفت أن التونسيين الذين يتلقون تدريبات عسكرية في معسكرات ليبية يتجاوز عددهم 500 شخص منهم من كان يقاتل في صفوف داعش في سوريا والعراق، ومنهم من كان في شمال مالي، ومنهم من سافر إلى ليبيا انطلاقا من تونس بعد سقوط نظام معمر القذافي. وشكلت ليبيا الملاذ الآمن لتنظيم أنصار الشريعة الفرع التونسي، لكي يدرب عناصره على مختلف أنواع الأسلحة، إضافة إلى تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات عبر الحدود الليبية التونسية، إلى مختلف المحافظات التونسية.وتوجد بليبيا العديد من معسكرات التدريب التابعة للتنظيمات الجهادية المتشددة مثل تنظيم أنصار الشريعة والقاعدة في المغرب الإسلامي وكتيبة “المرابطون” وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما ذكر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. وعلى الرغم من محاولات التعتيم على ملف معسكرات التدريب في ليبيا، فقد أكدت تقارير إستخباراتية أن هناك ثلاثة معسكرات تدريب خاصة بالمسلحين التونسيين يشرف عليها سيف الله بن حسين الملقب بـ"أبي عياض" أمير تنظيم أنصار الشريعة التونسي وتضم ما لا يقل عن 300 مقاتل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق