الميليشيات الموالية للإخوان في ليبيا متهمة بارتكاب انتهاكات
جسيمة لحقوق الإنسان قد تصل إلى جرائم حرب.
العرب: نددت منظمات دولية في مناسبات عدّة، بالانتهاكات التي تحصل في ليبيا، على أيدي الميليشيات الإسلامية واصفة إياها بجرائم حرب، وتقوم ميليشيات "فجر ليبيا" بعمليات خطف وتعذيب وأشكال أخرى من سوء المعاملة بحق المدنيين بسبب انتمائهم القبلي والسياسي، وعليه طالب مجلس النواب بتتبع قادة هذه الميليشيات الخارجة عن القانون قضائيا ومحاكمتهم دوليا. طالبت لجنة الحريات وحقوق الإنسان، في مجلس النواب الليبي، المنظمات الدولية مساعدتها في رصد انتهاكات ميليشيات "فجر ليبيا" والمساهمة في تقديم قادتها لمحاكمتهم دوليا، بسبب جرائمها التي تصنف كجرائم حرب. وأوضح رئيس اللجنة لؤي الغاوي في بيان صحفي، أنه نظرا لاستمرار هذه الميليشيات في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وقمع الحريات وتهجير بعض السكان، ناهيك عن جرائم التعذيب والقتل، والزج بالأطفال في المعارك والحرب، فإنه من الضروري محاسبتها على المستوى الدولي. وأضاف الغاوي "لكل هذه الأسباب، نلتمس من المنظمات الدولية، مساعدتنا في رصد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي ترتكبها فجر ليبيا، ومحاكمة القادة المسؤولين عنها دوليا، بتهم تتعلق بجرائم حرب، منعا لظاهرة الإفلات من العقاب". وتسببت المعارك التي تخوضها ميليشيات "فجر ليبيا" منذ يوليو 2014، ضد قوات الجيش الوطني، بتهجير آلاف السكان ودفعهم للنزوح لمدن مجاورة، أو اللجوء إلى دول الجوار مثل مصر وتونس والجزائر.
وقدرت تقارير منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة، أعداد المهجرين قسرا إلى نحو نصف مليون ليبي خلال الأشهر الماضية. وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن مئات المدنيين في ليبيا قتلوا في السنة الماضية، وحذرت زعماء الجماعات المسلحة من إمكانية متابعتهم قضائيا في حال تأكد تورطهم في ارتكاب جرائم حرب تشمل عمليات إعدام وتعذيب. وأفاد تقرير سابق مشترك لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنه تم قصف مناطق مدنية وأن النزاع المسلح في ليبيا أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 120 ألف شخص من منازلهم. ومع استمرار دعم أطراف خارجية للميليشيات المتطرفة في ليبيا يبدو الأمر وكأنه يتجه نحو سياسة الأرض المحروقة، وذلك بإفساد كل شيء قد يستفيد منه الجيش الوطني والبرلمان المنتخب، حيث قامت بإحراق خزانات للوقود كلّفت الدولة خسائر مالية كبرى إلى جانب تدمير العديد من المنشآت الحيوية والبنى التحتية. وبهذا تكون ليبيا في طريقها إلى الانهيار خاصة وأن القوى الإقليمية والدولية لم تحسم موقفها بعد من الأزمة المتصاعدة إلى جانب صعوبة بلورة حلول عملية للأزمة السياسية المتصاعدة.
يشار إلى أنه بعد سقوط نظام العقيد القذافي تحولت ليبيا إلى قبلة لجماعات متشددة، ينتمي أغلبها لتنظيم القاعدة أو للإخوان المسلمين، ووجدت هذه الجماعات دعما من دول مثل قطر وتركيا ما مكنها من تكوين ميليشيات واقتطاع أجزاء من الأراضي الليبية وإقامة كيانات صغيرة خاصة بها مثلما يجري في طرابلس على يد ميليشيات "فجر ليبيا"، أو في بنغازي على يدي ميليشيا "أنصار الشريعة" التي بايعت خلافة "داعش". وتهدّد المعارك الدائرة شرق وغرب ليبيا بين قوات الجيش بقيادة الجنرال خليفة حفتر والميليشيات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها ميليشيات "فجر ليبيا"، بإفشال جولات الحوار المقبلة سواء في المغرب أو في الجزائر بين فرقاء الأزمة السياسية. فقد عاشت منطقة العزيزية القريبة من العاصمة طرابلس على وقع اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية للجيش الوطني من جهة والميليشيات المتطرفة من جهة أخرى. وتشهد بنغازي مواجهات يومية تخوضها القوات العسكرية ضد المجموعات المسلحة من أجل سيطرة كاملة على المدينة بعد سقوطها في قبضة المجمـوعات المتطرفة في يوليو الماضي.
ويسبق هذا التصعيد العسكري جولة أخرى من الحوار تعقد اليوم الإثنين، في الجزائر برعاية الأمم المتحدة، من أجل الاتفاق بين الأطراف المتناحرة على مرحلة انتقالية تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتنتهي بانتخابات. هذا الوضع المشحون دفع الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إلى عقد مباحثات مع وزير الخارجية الليبي محمد الدايري، أمس الأحد، حول الملف الأمني وسبل دعم الحكومة المؤقتة. وبحث الطرفان مختلف المستجدات المتعلقة بتطورات الأوضاع في ليبيا، وما يمكن اتخاذه من خطوات لمتابعة تنفيذ قرار القمة العربية في شرم الشيخ الصادر في هذا الشأن. وأفاد بيان صحفي للجامعة العربية بأنه جرى خلال اللقاء استعراض نتائج الاتصالات والمشاورات الجارية بشأن ليبيا، في ضوء القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن رقم 2214 بتاريخ 27 مارس الماضي، والجهود المبذولة على مستوى دول الجوار الليبي والاتحاد الأفريقي، إضافة إلى نتائج جولات الحوار الدائرة برعاية الأمم المتحدة، والتي من المنتظر أن تستأنف في مدينة الصخيرات في المملكة المغربية يوم 15 أبريل الجاري. وأضاف البيان أنه جرى أيضا التطرق إلى التحضيرات الجارية للاجتماع، الذي ستستضيفه الجزائر لممثلي الأحزاب السياسية الليبية، اليوم الإثنين، وكذلك اجتماع ممثلي القبائل الليبية المنتظر عقده في مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق