الخميس، 28 فبراير 2013

#ليبيا: الانقسامات الحادة تحول دون عودة اسر لديارها في #تاورغاء... وسكان #مصراتة يرغبون في 'القصاص'


كل صباح يسأل ابنا ابتسام الصغيران امهما متى تعود الأسرة لمنزلها في بلدة تاورغاء الليبية.. ترغب الام في طمأنتهما لكنها تخشى طول الانتظار.
وابتسام محمد سالم (32 عاما) واسرتها ضمن الاف من سكان البلدة التي كانت معقلا للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي اثناء الانتفاضة في عام 2011 ولكنهم فروا منها مع اجتياح المعارضة المنتصرة اياها.
وبعد أكثر من عام لا يزال مصير هؤلاء النازحين غامضا ويقولون إن الدولة تخلت عنهم بعد أن وصمتهم ظلما بأنهم من انصار القذافي.

ويقول السكان إنهم يخشون الاضطهاد والهجمات الانتقامية والاعتقالات العشوائية إن هم عادوا لديارهم وهو شعور ولدته حرب عمقت الانقسامات وأججت المخاوف من عمليات انتقامية في معاقل اخرى للقذافي مثل سرت وبني وليد.
وتقيم ابتسام وزوجها علي وطفلاهما في مبنى كان في السابق مقرا للإقامة تابعا لاكاديمية بحرية في العاصمة طرابلس. وفر عدد اخر من سكان تاورغاء شرقا إلى بنغازي وجنوبا إلى بلدات اصغر وهم يقيمون في مواقع بناء أو مبان خاوية. قالت ابتسام وهي تجلس مع زوجها داخل غرفة يصفها علي ساخرا بأنها خمسة نجوم لان بها دورة مياه وشرفة تستخدم كمطبخ 'لا يأمن الناس العودة لتاورغاء. هذا هو الواقع. نحن مقيدون. لا توجد حرية.'
ويقول سكان المدينة إن ذنبهم أنهم ينتمون لبلدة استخدمتها قوات القذافي كقاعدة لقصف مواقع للمعارضة على بعد 50 كيلومترا في مدينة مصراتة الساحلية.

ويضيف سكان تاورغاء أنهم كانوا رهائن لدى قوات القذافي وأن فئة قليلة هي التي خدمت طواعية ضمن قواته.
وبشرة الكثير من سكان تاورغاء ادكن لونا من جيرانهم.. وهو أمر يؤخذ أيضا عليهم.

فالمعارضون يقولون إن مرتزقة 'افارقة' من أماكن يمكن أن تصل إلى السودان ساندوا القذافي ولايزال البعض يسعى للانتقام. ويؤكد علي 'لم يكن لاسرتي اي صلة بنظام القذافي لكننا ندفع ثمن شيء نحن غير مسؤولين عنه ... هذا عقاب جماعي.' وقالت جماعات حقوقية إن ثوار مصراتة الساعين للانتقام نهبوا ودمروا منازل في تاورغاء وقرى زراعية قريبة بعد حملة قصف شنتها قوات القذافي.
وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان أن نحو 1300 شخص من سكان تاورغاء اعتقلوا أو فقدوا أو قتلوا ووصفت الانتهاكات بحق سكان البلدة بأنها 'ربما تمثل جرائم ضد الانسانية ويمكن أن تنظرها المحكمة الجنائية الدولية.'
ويبرز ذلك التحديات التي تواجه الحكام الجدد في ليبيا لمعالجة المظالم واحتواء من اختاروا عدم مساندة الانتفاضة سواء خوفا من القذافي أو لتأييدهم إياه فعليا.


ومع ضعف الشرطة والمحاكم وانتشار الاسلحة في كل مكان يقوم الليبيون بتصفية حساباتهم القديمة واندلعت اشتباكات بين معارضين سابقين وقبائل حاربت في صف القذافي أو وقفت على الحياد.
أما الحكومة فتقول انها تعمل على تعزيز المصالحة.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية كاملة خميس المزيني 'أعتقد ان كل شيء سيعود لطبيعته' واصفة الشعب الليبي بانه شعب رحيم وتوقعت انحسار الغضب قريبا. وأضافت ان يمكن الاعتماد على شيوخ القبائل في مصراتة لحل المشكلة.
ولكن سكان مصراتة يقولون انهم يرغبون في القصاص من جرائم القتل والاغتصاب وغيرها من الجرائم الوحشية التي عانوا منها خلال المعارك.

وقال رمضان عوض بالروين عضو المجلس المحلي في مصراتة انه لا يمكن الحديث عن المصالحة قبل القصاص لأبناء المدينة مضيفا 'الجرح لايزال ينزف ومن الصعب جدا التحدث إلى الناس قبل أن يلتئم.'
وذكر بعض سكان تاورغاء أنهم حافظوا على صداقاتهم القديمة مع مواطني مصراتة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ولكن في السر. ويرفض كثيرون في مصراتة عودة سكان تاورغاء وهو ما يجد المسؤولون في طرابلس أنفسهم بلا حول ولا قوة حياله حتى الآن.

وسئم بعض سكان تاورغاء السابقين الانتظار واعلنوا عزمهم العودة في حزيران (يونيو) رغم ضعف قوات الامن لدرجة تعجز معها عن حمايتهم.
والاستياء على أشده داخل منطقة مخيمات تتناثر فيها القمامة يقيم فيها سكان تاورغاء وسلط قلق من إجلائهم.
وفي موقع بناء في طرابلس يقيم نحو 1060 شخصا داخل مكان مخصص لإقامة العمال وتجني قلة قليلة منهم مالا من اعمالا بسيطة. وكان معظمهم يعمل في مصراتة من قبل.
وفي الداخل تنام عائلات على أسرة أو على الارض وسط الحقائب والاغطية.

يقول عمر محمد الذي يقيم مع اسرته المكونة من ستة افراد في غرفة واحدة 'جوانتانامو أحسن من هذا. مستقبلنا مظلم ولا استطيع أن اتكلم والا قالوا إننا من انصار القذافي.'
ويخيم هدوء رهيب على تاورغاء التي كانت تشتهر من قبل بتمورها. وتظهر اثار طلقات الرصاص على المنازل والشقق السكنية.

وتتناثر فوارغ طلقات الرصاص على الارض المتربة وسط احذية واطباق محطمة وعلب حليب وملابس. وعلى جدران أحد المساجد كتبت عبارة 'مصراتة قوية'.
وقال شاب يبلغ من العمر 23 عاما 'لم ار بيتي منذ اغسطس 2011 . اعرف انه دمر ولكن اريد ان اعود لابنيه من جديد. أريد أن اعود لداري.'



(رويترز)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق