وزعت الروائية وفاء البوعيسى روايتها الجديدة" فرسان السعال" في معرض القاهرة للكتاب مؤخراً بعد فشلها في توزيع الرواية داخل البلاد. وجاءت الرواية في 240 صفحة من القطع المتوسط ،بعد روايتين إحداهما "للجوع وجوه أخرى" منشورات مركز مجلة المؤتمرالصادرة عن مركز الكتاب الأخضر،والتي تعرضت الكاتبة بسببها إلى حملة تكفير واسعة في الأوساط الإسلامية لاحتوائها على مشاهد "جنسية خليعة"وترانيم دينية مسيحية مما اعتبرتهديدا للقيم الاجتماعية الليبية، ومحاولة تبشيرية. والثانية بعنوان "نعثل " تناولت فيها إسقاطات سياسية كثيرة بالداخل الليبي من بدايات العهد الملكي حتى وصول العقيد معمرالقذافي إلى سدة الحكم عام 69. وذكرت أن "فرسان السعال" ملحمة حقيقية للحب والقتل والجنس والدين والإرهاب, كتبت بلغة شاعرية وكثيفة كفيلة بشد القارئ من السطر الأول حتى الأخير، وتجمع بين الدم والتسامح والتطرف والوصف البديع للطبيعة والعشق والدموية والعنف في حدوده القصوى متناغماً مع عدد هائل من الآيات القرآنية والأحاديث المنسوبة للنبي على لسان السلفيين والإخوان المسلمين. وتتتبع الرواية حياة المقاتلين العرب الأفغان الذين التحقوا بالقتال في جبهات أفغانستان ضد التدخل السوفييتي من سنة 1979 حتى بداية الألفية الثانية مترصدة حركة عدد من الأشخاص في اليمن والسعودية والجزائر وبيشاور, وتتطرق لشخصيات حقيقية وحية على الساحة في العالم الإسلامي حتى الآن مثل أسامة بن لادن أيمن الظواهري وفضل المصري وعبد الله أنس وبعض الفصائل الأفغانية وجماعات متطرفة مثل جيش عدن الإسلامي. وقالت البوعيسي إن روايتها ترصد ميراثاً هائلاً من الأحاديث الشريفة وتفاسير القرآن المأخوذ بها والموثوق فيها لدى جمهور المسلمين الآن والتي تتناول أحكام القتل والترويع واستباحة الأجنبي وقتل الأعداء "غيلة" وتكفير القادة والحكام العرب وتجهيل مجتمعاتهم, واعتبارها مجتمعات جاهلية ترزح في الكفر يجب استئصالها أسوة بحكامها, وتُبرّر الجهاد فيهم وقتل البرئ منهم والعجوز والمرأة والطفل والسائح, وتسوق كذلك عدداً من القصص المنسوبة للنبي في كتب الصحاح للبخاري ومسلم عن الغدر بالعهود والفتك بالنساء عن طريق الغيلة والتسلل إلى بيوتهن وكشف عوراتهن بحجة أنهن كن خطراً على انتشارالإسلام. كما تسوق الرواية الأحاديث التي تُجوّز قتل عددا كبيرا من المسلمين الأبرياء للوصول إلى أحد الكفار. وعلى حد قولها إن الرواية تتحدث بلغة المتطرفين الآن في السعودية والعراق والباكستان والمغرب والجزائرواليمن والصومال وغيرها, بل إنها لا تتردد في تناول عدد من التخريجات الفقهية لبعض ثقاة العلماء الأوائل أمثال ابن تيمية وابن الجوزية وغيرهما في أحكام السبي والاسترقاق والخروج على الجماعة,مؤكدة أنها تطرح السؤال الأكثر إلحاحاً على العالم الإسلامي اليوم حول مدى جدية مراجعة تلك الأصول وإعادة قراءتها من جديد وفقاً لمفاهيم عصرية وإنسانية تقبل بالآخر وتحترم اختلافه الديني والجسماني , وتعود بالإسلام إلى مفهوم التسامح ونبذ القتل واحترام الذمي. وتوقعت دخولها في معركة مع الجماعات الإسلامية التي تمارس "الإرهاب" تحت "ذريعة" الجهاد ،حسب قولها- مضيفة أنها تناولت كتبهم وتنظيراتهم الفقهية وفتاويهم ومشائخهم، والذين لم يقبلوا بالمراجعات الفقهية التي قامت بها بعض الجماعات كالجماعة الليبية المقاتلة أو الأشخاص من بينهم الدكتور سيد إمام عبد العزيز الشهير بالدكتور فضل المصري الذي تولى إعدادها تراجعاً منه عما ورد بكتابه السابق "العمدة في إعداد العدة" الذي اتخذه دستوراً للفصائل المقاتلة بأفغانستان حينما كان يدرّس أحكام الجهاد هناك.
تقرير: خالد المهير
تقرير: خالد المهير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق