رويترز: دعا وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) جمهورية مونتينيغرو اليوم الأربعاء للانضمام للحلف العسكري في أول عملية توسع منذ 2009، رغم تحذيرات روسية بأنها ستنظر لتمدد التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة، ليشمل المزيد من دول البلقان بوصفه استفزازا.ىوفي جلسة رفيعة المستوى بمقر الحلف في بروكسل، دخل وزير خارجية مونتينيغرو إيغور لوكسيتش للقاعة وسط تصفيق حاد من نظرائه بينما أعلن ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أن "هذه بداية تحالف جميل جدا".
وقال ستولتنبرغ إن دعوة مونتينيغرو لا علاقة لها بروسيا. لكن دبلوماسيين بالحلف قالوا سابقا إن القرار يبعث برسالة إلى موسكو بأنها لا تملك الاعتراض على توجه الحلف بالتوسع شرقا حتى وإن كانت عضوية جورجيا قد تعقَّدت بسبب حربها مع روسيا في 2008. وتعارض موسكو أي توسع للحلف في مناطق شيوعية سابقة بشرق أوروبا وجنوبها الشرقي في إطار صراع بين الشرق والغرب على النفوذ بالجمهوريات السوفيتية السابقة، وهو محور الأزمة في أوكرانيا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في سبتمبر الماضي إن أي توسيع للحلف سيمثل "خطأ بل استفزازا". وفي تعليقات لوسائل إعلام روسية حينها وصف لافروف سياسة الباب المفتوح التي ينتهجها الحلف بأنها "غير مسؤولة".
واليوم الأربعاء، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين إن "موسكو أشارت دائما على كل المستويات إلى أن الاستمرار في توسيع الحلف، البنية العسكرية للحلف، شرقا لا يمكن إلا أن يؤدي إلى تحركات مماثلة من قبل الشرق تراها موسكو لمصلحة الأمن ودعم أولوية مصالحنا". ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن عضو بالبرلمان الروسي اليوم الأربعاء قوله إن روسيا ستوقف مشاريع مشتركة مع مونتينيغرو إذا انضم هذا البلد الشيوعي السابق إلى حلف شمال الأطلسي. ويتوقع أن تصبح مونتينيغرو، المطلة على البحر الأدرياتي والبالغ سكانها 650 ألف نسمة، عضوا بالحلف بشكل رسمي العام المقبل. ونقلت الوكالة عن فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة الدفاع والسلامة بمجلس الاتحاد وهو المجلس الأعلى في البرلمان الروسي، إن المشاريع التي قد توقف بينها مشاريع عسكرية.
وبعدها قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن التوسيع المستمر للحلف جهة الشرق سيؤدي لإجراءات انتقامية من روسيا. لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال في بروكسل اليوم إن توسيع حلف شمال الأطلسي ليس موجها لروسيا. ولا تزال دول حلف الأطلسي منقسمة حول الرسالة الموجهة لجورجيا بشأن عضويتها في الحلف التي تأخرت كثيرا ويقول البعض إن الحلف لن يكون قادرا على حماية الدول السوفيتية السابقة في حالة نشوب صراع مع روسيا. وتأكدت هذه الصعاب بعد أن أصدر وزراء الخارجية بيانا مشتركا لم يقدموا فيه الكثير من قوة الدفع لمحادثات العضوية الخاصة بجورجيا.
وبينما قال ستولتنبرغ إن الباب لا يزال مفتوحا أمام جورجيا، فإن وزراء الخارجية كرروا موقفهم المعلن منذ فترة طويلة بأن على هذا البلد مواصلة الاستعداد للنيل العضوية يوما وطالبوا بانسحاب الجيش الروسي من إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين في جورجيا. ولينال أي بلد عضوية الحلف عليه أولا أن يسوي أي خلافات حدودية، وهذه عقبة كبيرة لجورجيا. وبعد أن ضم الحلف ألبانيا وكرواتيا في 2009، تبقى صربيا الحليف السابق الوحيد لروسيا من دول البلقان التي لم تسع لنيل العضوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق