وكالات: لوح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، بفرض حالة الطوارئ في كامل البلاد لمواجهة الإرهاب، في حين تتعاظم أزمات تركيا داخليا وخارجيا بشكل غير مسبوق. وقال خلال اجتماع في أنقرة إن "فرض الطوارئ أحد خياراتنا المطروحة. وإننا نواصل العمل على مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تعمل حول تركيا وداخلها"، مؤكدا أن بلاده ستقضي على كل الحركات الإرهابية. يأتي ذلك بينما أعلنت الشرطة التركية اعتقال 43 شخصا بينهم ضباط كبار في جهاز الأمن، بينهم متقاعدون، في إطار التحقيقات المتواصلة مع أنصار فتح الله غولن، فضلا عن الهجمات المستمرة لحزب العمال الكردستاني على الجيش في نقاط التماس بينهما.
وكانت الحكومة التركية قد اعتمدت حالة الطوارئ في أكتوبر الماضي عقب التفجير المزدوج الذي ضرب العاصمة أنقرة وأودى بحياة العشرات لتعقب المشتبه في تخطيطهم للعملية، لكن إن تم اعتماد هذه الخطوة هذه المرة، فستكون أهدافها مختلفة. ويبدو أن التطورات المتلاحقة وخصوصا الاتهامات الروسية والإيرانية لأنقرة باستغلال نفط داعش وحدوث نشاط مفاجئ من حكومة أردوغان في سعي منها للقضاء على الأكراد بذريعة محاربة التنظيم، تعد سببا كافيا في نظر أردوغان للإقدام على هذا الإجراء.
ويرى محللون أن الهدف الأول سيكون التضييق أكثر على وسائل الإعلام من أجل وأد أي معلومة تتعلق بعلاقته وعائلته، وخاصة ابنه بلال، بنفط الدواعش، في ظل الدعم "النادر" للأميركيين له في وجه الروس. أما الهدف الثاني وإن كان ليس ذي قيمة بالنسبة إلى أردوغان من الناحية السياسية نظرا لكون حملته على من يصفهم بالكيان الموازي متواصلة منذ عامين، فسيكون الإمعان أكثر في التضييق على كل الخصوم أينما وجدوا. وقد يطال "غضبه" المؤسسة العسكرية أيضا لانتقادها تسرعه في إعطاء الأوامر لسلاح الجو من أجل إسقاط الطائرة الروسية لاختراق المجال الجوي التركي حينما كانت تحلق في الأجواء السورية قبل أسابيع والتي تسببت في قطيعة دبلوماسية واضحة بين موسكو وأنقرة.
ودعت ممثلة الحزب اليساري الألماني سارة فاغنكنيخت إلى الضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكي يغلق الحدود مع سوريا ويتخلى عن دعم المسلحين السوريين. وأكدت فاغنكنيخت، وهي عضو البرلمان الألماني عن الحزب اليساري المعارض، في حديث لمجلة "دير شبيغل" الأسبوعية الألمانية، أنه لا يمكن عقد "صفقات قذرة" مع الرئيس التركي الذي يواصل دعمه للإرهابيين، واصفة إياه بـ"الأب الروحي للإرهابيين". ويحاول أردوغان إبعاد التهم الملتصقة به والمتعلقة بعلاقته بتنظيم أبي بكر البغدادي، حيث يؤكد أن رجل أعمال سوري وآخر روسي هما من يشتريان النفط من داعش ويساعدان في تمويله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق