بي بي سي: تسعى المعارضة السورية، في اجتماعها الذي تستضيفه السعودية، إلى تعيين وفد ينوب عنها وتحديد أرضية مشتركة تذهب بها إلى الجولة المقبلة من محادثات السلام. ولكن العديد من العقبات تقف في طريق توحيد صف المعارضة السورية، قبل ذهابها للمشاركة في المحادثات.
قائمة الممنوعين
ولعل أول أمر ينبغي الفصل فيه هو الفصائل التي تعد مشاركتها مقبولة. ولهذا الغرض كُلف الأدرن بتحديد قائمة بالجماعات الإرهابية التي ينبغي إقصاؤها. وهناك توافق عام على إدراج تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة المنضوبة تحت لواء تنظيم القاعدة، على قائمة الجماعات الإرهابية. ولكن الأمر من هنا يصبح "مهمة مستحيلة" حسب رأي أحد المعلقين الأردنيين. وتفيد تقارير في وسائل الإعلام الخليجية بأن تركيا والسعودية أقنعتا الأردن بإزالة تنظيمين مسلحين من القائمة ليشاركا في اجتماع السعودية، وهما أحرار الشام وجيش الإسلام.
وهناك أيضا ضغوط لطرح قضية المقاتلين الأجانب الذين يدعمون القوات السورية الحكومية، وهي قضية وصفها وزير الخارجية السعودي بأنها "غاية في الصعوبة". وأشار تحديدا إلى فيلق القدس الإيراني، وحزب الله اللبناني ومنظمة بدر العراقية. وقد انتقدت إيران اجتماع السعودية ووصفته بأنه يؤدي إلى نتائج عكسية، وبأنه خرق للتفاهمات التي جرى التوصل إليها في الجوليتن الأولى والثانية من محادثات فيينا.
حلول خلّاقة
من الممكن إيجاد حلول دبلوماسية خلاقة لهذه المشاكل، إذ طرحت فكرة أن يصيغ الأردن أكثر من قائمة، وربما قائمة بالجماعات المختلف بشأنها، وقائمة خاصة بالجماعات التي تدعم النظام السوري. ويمكن أن يتم التمييز بين الجماعات المصنفة كجماعات إرهابية، مثل جبهة النصرة، وأفراد داخل هذه الجماعات الذين لم يتم تصنيفهم، إرهابيين. وكان خالد الخواجة، رئيس الائتلاف السوري المعارض، قد دعا جبهة النصرة مرات عديدة إلى النأي بنفسها عن تنظيم القاعدة. وتعد جبهة النصرة فصيلا مهما في المعارضة المسلحة. وتشكل مع أحرار الشام تحالف جيش الفتح، الذي حقق انتصارات مهمة على القوات الحكومية هذا العام.
دور الأسد
ولكن أكبر عقبة أمام التقدم في محادثات السلام هي الخلاف الجذري بشان مصير الرئيس السوري بشار الأسد. وقد اقترحت بريطانيا أن يبقى في السلطة لفترة انتقالية تصل إلى 6 أشهر. ولكن أطراف في المعارضة ترفض بشدة على بقائه لأي فترة. وتقول فصائل المعارضة المسلحة إن الأسد لا بد أن يرحل قبل أن تتخذ إجراءات في طريق مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". لكن الرئيس بشار الأسد قال مرارا في مقابلاته الأخيرة أنه لا حديث عن الانتقال السياسي، ما لم يندحر الإرهاب.
اتفاقات محلية
أما المصدر الوحيد للتفاؤل فهو أن العديد من الفصائل أظهرت استعدادها للحديث مع أعدائها، وإن كان ذلك فقط للاتفاق بشأن هدنات محلية، أو تبادل أسرى. فقد انخرطت إيران وتركيا وأحرار الشام في مفاوضات من أجل وقف إطلاق النار في بلدة الزبداني وبلدات أخرى، في أغسطس/ آب. وأدت قطر دور الوساطة أكثر من مرة لتحرير رهائن، ومنها تحرير 16 لبنانيا كانوا لدى جبهة النصرة، الأسبوع الماضي. وأقرت الحكومة السورية الأسبوع الماضي اتفاقا لإطلاق النار وإجلاء السكان، مع المتمردين في منطقة قدسيا، غربي دمشق، وفي حمص أيضا. ومن الممكن لهذه الخطوات البسيطة أن تتوسع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق