وكالات: أعربت وزيرة الدفاع الألمانية اورسولا فون دير ليان عن انفتاحها على مشاركة قوات حكومية سورية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، منضمة بذلك إلى موقف فرنسا. وقالت الوزيرة المحافظة مساء الاحد متحدثة لشبكة "زد تي اف" التلفزيونية الرسمية ان "ثمة أطراف من القوات في سوريا يمكن تماما التعاون معها، كما حصل في العراق حيث تم تدريب قوات محلية بنجاح". لكنها شددت على أن "لا مستقبل مع الأسد، هذا واضح". ومن جهته دعا خبير في شؤون الدفاع بالحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلى عدم تكرار أخطاء العراق في سوريا لضمان استقرار طويل المدى للأوضاع هناك.
ويرى رودريش كيزفيتر في تصريحات للقناة الأولى في التلفزيون الألماني أنه من المهم عدم ارتكاب نفس الخطأ في سوريا الذي تم ارتكابه قبل 12 عاما في العراق، وذلك عندما تم تسريح كافة القوات المسلحة العراقية، مشيرا إلى أن ذلك فتح المجال أمام عناصر الجيش للتطرف. وأضاف "هنا يتعين علينا توفير قيادة مرحلية للهياكل الحالية". وفي الوقت نفسه أعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني عن قلقه إزاء إمكانية النظر إلى الأسد على أنه شريك في حل الأزمة السورية.
وأكد كيزفيتر ضرورة إصدار تفويض من الأمم المتحدة لمكافحة تنظيم داعش بمشاركة الأطراف الفاعلة في المنطقة، مثل روسيا وتركيا والسعودية وإيران وقال: "نحن بحاجة إلى استراتيجية شاملة". وكانت ألمانيا قد أعلنت الأحد عن نيتها نشر حوالي 1200 جندي ضمن طائرات وسفن لمساعدة فرنسا في قتال تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، في أكبر مهمة لألمانيا في الخارج. ومن المقرر أن يصادق مجلس الوزراء الألماني رسميا الثلاثاء على الخطوط العريضة لهذا التدخل العسكري قبل طرحه لتصويت النواب وقد وعدت برلين بالتحرك سريعا.
وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن التعاون مع الجيش السوري لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية ممكن فقط بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وكانت تصريحات سابقة للوزير الفرنسي قد أشار فيها إلى إمكانية مشاركة قوات الأسد في محاربة تنظيم داعش. وصرح فابيوس لإذاعة "فرانس انتر" من لوبورجيه حيث يفتتح الاثنين مؤتمر الأمم المتحدة الـ21 حول المناخ "إذا توصلنا إلى عملية انتقال سياسي ولم يعد بشار قائدا للجيش السوري، عندها يمكن القيام بأعمال مشتركة لمكافحة الإرهاب، لكن ذلك غير ممكن في ظل حكمه".
وشدد فابيوس "من الواضح أن الجيش لا يمكن أن يعمل إلى جانب المعارضة المعتدلة طالما انه تحت قيادة الأسد". وبعد أن تبنى تنظيم داعش الاعتداءات الدامية التي اوقعت 130 قتيلا في باريس في 13 نوفمبر، باتت أولوية باريس في سوريا القضاء على هذا التنظيم. وأكد فابيوس "أننا نعمل من أجل عملية انتقال سياسي"، بينما عقد اجتماعان دوليان شاركت فيهما للمرة الأولى موسكو وطهران حليفتا النظام السوري في فيينا في أكتوبر ونوفمبر.
وأتاح الاجتماع إعداد خارطة طريق تنص على عقد اجتماع للمعارضة وممثلين عن النظام السوري بحلول الأول من يناير وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وإعداد دستور جديد قبل تنظيم انتخابات في الأشهر الـ18 المقبلة. ويشارك أكثر من 150 رئيس دولة وحكومة الاثنين في لوبورجيه بالقرب من باريس في أكبر اجتماع حول المناخ ومن المفترض أن يتم بحث النزاع في سوريا خلال اللقاءات الثنائية العديدة على هامش المؤتمر. وأضاف فابيوس الذي سيترأس المؤتمر عند سؤاله حول إمكان عقد لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان بعد إسقاط مقاتلات تركية طائرة حربية روسية فوق الحدود السورية الثلاثاء، "إذا طلب منا تسهيل الأمور سنقوم بذلك". ومن جهته أعلن الكرملين أنه من غير المرتقب عقد أي لقاء في باريس بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان رغم طلب الرئيس التركي عقد لقاء ثنائي مع نظيره الروسي. وفي المقابل ستجري "على الأرجح" محادثات بين بوتين والرئيس الأميركي باراك اوباما في كواليس القمة الدولية حول المناخ المنعقدة في باريس، وفق ما أوضح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق