وكالات: توزع في اليوم الثلاثاء جوائز "ابن بطوطة" للرحلة في حفل تنظمه دارة السويدي الثقافية في أبوظبي. يُسلم الشاعر والكاتب الإماراتي محمد أحمد السويدي راعي الجائزة، الجوائز للفائزين، بحضور الشاعر نوري الجراح مدير عام الجائزة ومدير عام المركز العربي للأدب الجغرافي عدد من الرحالة والكتاب والمثقفين والصحافيين الإماراتيين والعرب. يشهد الحفل كذلك إطلاق جملة من المشروعات التنويرية التي ترعاها دارة السويدي الثقافية في نسخ الكترونية تناسب العصر.
كما يشهد الحفل تدشين مرحلة جديدة من مشروع ارتياد الآفاق في صيغ الكترونية معاصرة، وإطلاق عدد من الإصدارات الجديدة من مشروع مائة رحلة إلى الحج ومشروع رحلات شرقية ومشروع رحلات إلى أوروبا. فاز في فروع الجائزة هذا العام، عن النصوص المحققة كل من الدكتور محمـد الزاهـي (تونس)، والدكتور حسام الدين شاشية (تونس) وعبد الله محمد الحبشي (اليمن)، ومحمد حسني ذياب(سوريا). وفاز بالجائزة عن الرحلة المعاصرة: سعيد خطيبي (الجزائر) ومحمد غباش (الإمارات)، كما فاز بالجائزة عن الدراسات في الأدب الجغرافي الدكتور حسام الدين شاشية (تونس)، وبجائزة اليوميات فاز مفيد نجم (سوريا).
وتألفت لجنة التحكيم من خمسة أعضاء من الأكاديميين والأدباء والباحثين في الحقل الجغرافي، هم الدكتور عبد النبي ذاكر، الدكتور شعيب حليفي، الدكتور خلدون الشمعة، الدكتور الطايع الحداوي، والشاعر نوري الجراح. وبلغ عدد المخطوطات المشاركة 36 مخطوطاً جاءت من 9 بلدان عربية، توزعت على الرحلة المعاصرة، وعلى المخطوطات المحققة، والدراسات في أدب الرحلة وأدب اليوميات، وقد جرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عنها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة أو ما غاب عنه المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي تمنحها الدارة للأعمال المعاصرة. وقد نزعت أسماء المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء، وجاءت النتائج على النحو التالي:
وقال الشاعر محمد أحمد السويدي إن دار السويدي قامت بنشر الأعمال الفائزة في إصداراتها كجزء من الجوائز المستحقة للفائزين وأعمالهم، فصدرت الرحلات الثلاث المحققة في سلسلة "ارتياد الآفاق"، والرحلة المعاصرة في سلسلة "سندباد الجديد". والدراسة صدرت في سلسلة "دراسات في الأدب الجغرافي" واليوميات في سلسلة "يوميات" عن "دار السويدي" في أبو ظبي بالتعاون مع "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت. ولفت السويدي إلى أن عدداً كبيرا من الأعمال المتسابقة كان يمكن أن ينال الجوائز، وهو وإن لم يحظ بالفوز، فإنه جدير بالنشر ليكون في متناول القراء. وأضاف: وقد اخترنا عدداً من هذه الأعمال للنشر في السلاسل المختلفة الصادرة عن مشروع “ارتياد الآفاق". وقال إن الأعمال الفائزة بهذه الدورة من الجائزة تؤكد على التطور المتزايد لحضور أدب الرحلة في أذهان وذائقة واهتمامات الباحثين والأدباء العرب، وعلى القيمة الكبرى لهذا الأدب الممتع والخطير في الثقافة العربية، كما في الثقافات الأخرى في العالم.
من جانبه قال نوري الجراح مدير عام الجائزة: إذا كانت الجائزة قد أثبتت في دورتها الأولى التوقعات المتفائلة لمشروع تنويري عربي يستهدف إحياء الاهتمام بالأدب الجغرافي من خلال تحقيق المخطوطات العربية والإسلامية التي تنتمي إلى أدب الرحلة والأدب الجغرافي بصورة عامة، من جهة، وإلى تشجيع الأدباء والكتاب العرب على تدوين يومياتهم في السفر، فإنها أكدت في دورتها الحادية عشرة، بما لا يقبل الشك، على أهميتها كمحفز لتحقيق ودراسة أدب الرحلة العربي الذي عرف إهمالاً كبيراً من جانب المؤسسات الثقافية العربية على ما له من أهمية استثنائية في بناء جسر ثقافي بين المشرق والمغرب وبين العرب والعالم، وبالتالي تدعيم فكرة لقاء الشعوب والثقافات، وقيام حوار حضاري بين الأمم والجماعات الإنسانية المختلفة.
ولعل أهمية هذا المشروع وجائزته تتزايد في ظل التطورات الدراماتيكية التي يشهدها العالم، وتنعكس سلباً على علاقة العرب والمسلمين بالجغرافيات والثقافات الأخرى، فالأدب الجغرافي العربي (وضمناً الإثنوغرافيا العربية) من شأنه أن يكشف عن طبيعة النظرة والأفكار التي كوّنها العرب والمسلمون عن "الآخر" في مختلف الجغرافيات التي ارتادها رحالتهم وجغرافيوهم ودوّنوا انطباعاتهم عنها، وعن التصورات الخاصة بالعرب عن الحضارة الإنسانية والاختلاف الحضاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق