العرب اللندنية: ذكرت صحيفة ديلي تليغراف البريطانية أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي يبدأ زيارة رسمية إلى المملكة المتحدة اليوم الأربعاء، سوف يطالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بإتمام المهمة التي بدأتها بلاده في ليبيا للحيلولة دون تحولها إلى "سوريا أخرى" ومنع خضوعها لسيطرة الإسلاميين. ونقلت الصحيفة في نسختها الإلكترونية عن السيسي خلال مقابلة خاصة معها إنه يتعين على كاميرون إتمام "المهمة" التي بدأها في ليبيا، محذرا من أن ليبيا باتت "تشكل خطرا يهددنا جميعا" منذ أن ساعدت بريطانيا قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي.
واقترح السيسي خلال المقابلة أن تقوم بريطانيا ودول أخرى أعضاء في الناتو بمساعدة الشعب والاقتصاد الليبيين "ومنع تدفق الأموال والأسلحة" إلى المتطرفين. ودعا السيسي الثلاثاء الحلف الاطلسي الى التحرك من اجل اعادة اعمار ليبيا التي تعيش في الفوضى منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي من خلال انتفاضة دعمها الحلف الاطلسي. وقال السيسي ان "ليبيا تشكل خطرا يتهددنا جمعيا. اذا لم تكن هناك حكومة فان ذلك يخلق فراغا ينشط من خلاله المتطرفون". واضاف ان "المهمة لم تنته كليا بعد يجب ان ندعم جميع الجهود من اجل مساعدة الشعب الليبي والاقتصاد الليبي". ومن جهة اخرى، دحض السيسي في هذه المقابلة الفرضيات المتعلقة بالطائرة الروسية التي تحطمت السبت في سيناء المصرية والتي تحدثت عن اسقاطها بصاروخ او بقنبلة واصفا هذه الفرضيات ب"التكهنات التي لا اساس لها". وانتقد ايضا العمليات الغربية في مجال التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا مؤكدا ان "ورقة التطرف والفوضى تتوسع ولا تتراجع. يجب ان نعيد تقييم اولوياتنا".
ومن جانبه قال السفير المصري لدى لندن ناصر كامل إن "مباحثات السيسي مع ديفيد كاميرون ستتناول العلاقات المصرية البريطانية والأوضاع على الساحة الدولية والعربية، لاسيما الأوضاع في ليبيا. وأضاف ناصر في لقاء بأعضاء الوفد الصحفي والإعلامي المصري أن "تعزيز العلاقات المصرية البريطانية ستكون على رأس أهداف الزيارة المهمة"، وفقًا لما أوردته الوكالة الرسمية المصرية "أ ش أ". وأشار كامل إلى أن "الملف الليبي في محور المحادثات بين السيسي وكاميرون، بهدف عودة الاستقرار لهذه الدولة".
وأضاف أنه "في حال فشل جهود، برناردينيو ليون، فإن مصر وبريطانيا متفقتان على ضرورة أن يكون هناك بديل لمواجهة التداعيات التي من المفترض أن تنجم عن هذا الفشل، نظرا لتأثير تلك التطورات على الأمن القومي المصري". وأوضح أن "البلدين يعربان عن قلقهما الشديد ازاء التمدد الإرهابي في ليبيا، على أساس أن مصر تمتلك حدودا واسعة معها، في حين أن بريطانيا اكتوت بنار إرهاب تنظيم داعش، عندما قتل 34 بريطانيا في مدينة سوسة التونسية".
وتتناول المباحثات أيضا تطورات القضية الفلسطينية والجمود الذي يعتري عملية السلام في الشرق الأوسط . ووفقا للسفير المصري "سيلتقي السيسي مع مجموعة من أبرز أعضاء مجلسي العموم واللوردات فى بريطانيا، حيث يتناول اللقاء التعاون المصري البريطاني على المستوى الاقتصادي والتجاري، وملف مكافحة الإرهاب، والأوضاع في المنطقة والشرق الأوسط، ولاسيما في ليبيا". كما يلتقي السيسي وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، لبحث وتدعيم العلاقات المصرية في المجال العسكري.
يشار إلى أن السفير البريطاني لدى مصر جون كاسن قال الأحد إن "ثلاثة ملفات رئيسية تتصدر مباحثات، السيسي، خلال زيارته للندن مع كاميرون وهي مكافحة الإرهاب والتطرف في مصر والمنطقة، مساعدة مصر على النجاح كبلد مستقر ومزدهر وديمقراطي، والعلاقات الاقتصادية والتجارية والتعليمية بين البلدين". ويرافق "السيسي" خلال الزيارة وزراء الخارجية "سامح شكري"، والتعاون الدولي "سحر نصر"، والاستثمار "أشرف سالمان"، والبترول "طارق الملا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق