وكالات: أثارت الهزيمة الانتخابية التي منيت بها المعارضة التركية أمام حزب العدالة والتنمية الإسلامي في الانتخابات النيابية الأخيرة، بلبلة في صفوفها حيث ارتفعت أصوات تطالب بتغيير قياداتها. ووسط هذه الأجواء يبدو مستقبل المعارضة مظلما، فيما لا يرى محللون تحسّنا في المستقبل القريب. وقال سونير تشاغابتاي، من معهد واشنطن للأبحاث، إن "العدالة والتنمية وضع يده على البلاد وساعده في ذلك الناخبون اليمينيون، لا أرى أن ما جرى سيتم تغيره قريبا".
يأتي ذلك في وقت يواصل فيه أردوغان حملته التي أطلقها منذ قرابة العامين على كل خصومه، حيث طالت هذه المرة صحيفة زمان المقربة من الداعية المنفي فتح الله غولن. ورغم اعتراف أحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة بالهزيمة في انتخابات الأول من نوفمبر الجاري، إلا أن أيّا من رؤوسها لم يقدم استقالته. ويقول المحلل السياسي التركي سرحان دمرداش، إنه لا وجود لمفهوم الاستقالة في تركيا وأن المسؤولين السياسيين لا يلومون أنفسهم على أي خطأ وهذه مشكلتهم الكبرى.
لكن هذه المرة تسبب تمسكهم بالبقاء في موجات احتجاج بالهيئات القيادية. وأطلق النائب عن الشعب الجمهوري محرم إينجه حملة ضد كمال كيلجدار أوغلو الذي مني بهزيمته الانتخابية السادسة منذ توليه رئاسة الحزب. وقال إينجه بحدة خلال تصريحات صحفية "هل تقبلون أن يمثلكم في المرة السابعة محام خسر قضيتكم ست مرات؟". ويشهد حزب الحركة القومية (يمين) أجواء على قدر مماثل من التوتر. فالحركة في نظر السياسيين في تركيا هي الخاسر الأكبر في الاستحقاق الأخير مع خسارة نصف مقاعدها تقريبا في البرلمان.
وأعرب زعيم الحزب منذ حوالي 20 عاما دولت بهشلي بوضوح خلال اعترافه بالخسارة عن نيته في الاحتفاظ بمنصبه أيا كانت الظروف. أما حزب الشعوب الديمقراطي المناصر للأكراد، ورغم تمكنه من الحفاظ على عدد كبير من مقاعده، لكنه خسر مليون صوت ولم يعد لديه أكثر من 59 مقعدا، إلا أنه دخل في حالة إحباط مع انعدام أي فرصة لعودة عملية السلام بين أنقرة والعمال الكردستاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق