وكالات: انطلقت، أمس الخميس، بالمحكمة العسكرية في محافظة وهران غربي الجزائر، محاكمة الجنرال السابق في المخابرات، "عبد القادر آيت وعرابي"، المعروف باسم "حسان"، وسط إجراءات أمنية مشدّدة. وقال خالد بورايو، أحد محامي الجنرال حسان، مباشرة عقب خروجه من المحكمة، بعد توقيف المحاكمة بقرار من رئيس المحكمة العسكرية لأخذ قسط من الراحة، إنّ “المحاكمة تجري بطريقة عادية"، مضيفاً "لقد قدّمنا ملاحظات حول الإجراءات الشكلية الخاصة بالمحاكمة"، دون أن يقدّم توضيحات حول طبيعة هذه الإجراءات. وحسب الأناضول، فقد شهد محيط المكان، تواجداً مكثفاً لعناصر الجيش والدرك، الذين نصبوا حاجزين أمنيين أمام مبنى المحكمة. فيما جرت وقائع المحاكمة في جلسة سرية، بأمر من النيابة العسكرية، مُنعت وسائل الإعلام من تغطيتها. في وقت توقع فيه الدفاع أن تستمر إلى ساعة متأخرة من الليل.
ونشر دفاع الجنرال حسان، اليوم الخميس، رسالة في وسائل إعلام محلية، جاء فيها أن "الحقيقة تتعلق بأن هذا الجنرال ما هو إلا ضحية ثانوية في حرب عصب، التي تتجاوز مستويات عالية في الفضاء السياسي”.وأضاف متسائلاً: "إذا تمت إدانة الجنرال حسان، ما هي الإشارة التي ستعطى لكل الذين حاربوا بكل شراسة الإرهاب الداخلي والعابر للأوطان، الذي ضاعف من ضرباته في السنوات الأخيرة، سواء داخل أو خارج الوطن؟". والجنرال حسان، كان مسؤولاً عن مكافحة “الإرهاب” بجهاز المخابرات الجزائرية، قبل إحالته على التقاعد نهاية عام 2013، ليتم اعتقاله في أغسطس/آب الماضي، من طرف مصالح الأمن، ويُزجّ به في السجن، ثمّ إحالته على القضاء العسكري، حيث وُجهت إليه تهمتي إتلاف وثائق عسكرية، ومخالفة أوامر عسكرية حول أحداث تعود لسنوات خدمته.
وكان مقران آيت العربي، وهو محام أيضا للجنرال حسان، قد طلب قبل أيام حضور القائد السابق لجهاز الاستخبارات الجزائرية الفريق مدين محمد المدعو توفيق (أقيل من منصبه شهر سبتمبر/ أيلول الماضي بعد 25 سنة قضاها على رأس الجهاز)، كشاهد في المحاكمة باعتباره كان مسؤولاً مباشراً للجنرال حسان، إلا أنّ توفيق لم يحضر الجلسة السرية التي جرت وقائعها اليوم. ويعتبر الجنرال عبد القادر آيت وعرابي، واحداً من كبار القادة الأمنيين في الجزائر منذ تسعينيات القرن الماضي، وقاد فرع مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات منذ العام 2006 إلى غاية إحالته على التقاعد نهاية عام 2013.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق