DW عربية: قالت أورزولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية إن مهمة قوات من الجيش الألماني في مالي، ضمن بعثة الامم المتحدة، سيتم تمديدها. فماهي مهمات الجيش الألماني في مالي وما مدى نجاعة اللجوء إلى الحل العسكري هناك؟. تتولى القوات الألمانية مهمة تكوين الجنود الماليين، كما تزود القوات الأممية هناك بإمدادات بالطائرات. وفي حالة الطوارئ يمكنها تزويد الطائرات الفرنسية بالوقود خلال التحليق. وبمقتضى تفويض البرلمان الألماني سيسمح لـ 650 جندي ألماني على الأكثر القيام بتلك المهام ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب في مالي (EUTM) وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (MINUSMA).
غير أن القوات الألمانية في مالي قد تسند إليها قريبا مهام مختلفة بالكامل. ويبدو أن البرلمان الألماني (البوندستاغ) يتجه نحو المصادقة عليها بأغلبية. ويتجلى ذلك في تفويض جديد لنشر القوات الألمانية في مالي. وينص مشروع التفويض الجديد على مشاركة الجيش الألماني بدرجة أكبر في القتال ضد المتمردين والإرهابيين، بما في ذلك في الجزء الشمالي من البلاد والذي يعتبر خطيرا.
الإرهاب في باريس وفي باماكو
بالنسبة للنائب البرلماني من حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي ورئيس رابطة جنود الاحتياط الألمان، رودريش كيزفيتر، فإن الهدف من تدخل القوات الألمانية هو مكافحة الإرهاب، "ومالي من بين البلدان التي يحاول الإرهابيون أن يكون لهم فيها موطئ قدم...ولا يجب علينا أن نسمح بذلك" كما يقول. وحتى في صفوف الاشتراكيين الديموقراطيين وحزب الخضر تتزايد الأصوات التي تدعو لتمديد مهمة نشر قوات الجيش الألماني في مالي.
منذ فصل الصيف الماضي قدمت هولندا طلب مساعدة من ألمانيا في شمال مالي، حيث تستخدم قوات حلف الشمال الأطلسي (الناتو) طائرات مروحية في عملياتها هناك. وبعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس طلب قصر الإليزيه دعما عسكريا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة للحكومة الألمانية في برلين ففي حال مشاركة القوات الألمانية بدرجة أكبر في مالي فإن ذلك سيمكن فرنسا من تقوية قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب الإسلامي، الذي ازدادت حدته منذ الهجوم الإرهابي على أحد فنادق العاصمة المالية باماكو يوم الجمعة الماضي، والذي تم خلاله احتجاز العديد من الأجانب كرهائن.
منذ فصل الصيف الماضي قدمت هولندا طلب مساعدة من ألمانيا في شمال مالي، حيث تستخدم قوات حلف الشمال الأطلسي (الناتو) طائرات مروحية في عملياتها هناك. وبعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في باريس طلب قصر الإليزيه دعما عسكريا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة للحكومة الألمانية في برلين ففي حال مشاركة القوات الألمانية بدرجة أكبر في مالي فإن ذلك سيمكن فرنسا من تقوية قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب الإسلامي، الذي ازدادت حدته منذ الهجوم الإرهابي على أحد فنادق العاصمة المالية باماكو يوم الجمعة الماضي، والذي تم خلاله احتجاز العديد من الأجانب كرهائن.
لكن تمديد مهمة القوات الألمانية لفترة جديدة يواجه برفض من حزب اليسار الألماني. وفي حوار مع DW أشارالنائب البرلماني نيم موفاسات من حزب اليسار إلى تجربة تدخل الجيش الألماني في أفغانستان معتبرا أنه عوض حل المشاكل القائمة " تشارك ألمانيا في نفس الوقت في الحرب". وأضاف النائب البرلماني اليساري: "أصبح الجيش الألماني جزء من الحرب في مالي، وهذا لن يكون حلا للوضع هناك، وبالتالي لا يجب ارسال قوات عسكرية".
طائرات استطلاعية ألمانية في صحراء مالي؟
في الوقت الحالي يصل عدد الجنود الألمان في مالي إلى مئتي جندي، موزعين بين العاصمة باماكو ومدينة كوليكورو التي تبعد ب 60 كيلومترا باتجاه الشمال الشرقي. وتبدأ منطقة الخطر الحقيقية في الشمال. ومنذ بداية تدخل قوات بعثة الأمم المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي صيف 2013لقي هناك 65 شخصا من قوات البعثة الأممية مصرعهم. وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية معلومات تستند إلى وثائق سرية حول وجود قوات استطلاعية تابعة للجيش الألماني في شمال مالي. وحسب الوثائق المذكورة فمن المرجح أن يكون الجنود الألمان قد استخدموا طائرات بدون طيار وقوات برية لإنجاز مهمات استطلاعية.
وقد شهد شمال مالي منذ حوالي أربع سنوات معاركة كثيرة بين المتمردين الطوارق التابعين ل"الحركة الوطنية لتحرير أزواد" والذين أعلنوا قيام دولة خاصة بهم، لكن الميليشيات الإسلامية "أنصار الدين" سيطروا على المنطقة، وتم وقف زحف المليشيات الإسلامية في أزواد بعد عملية عسكرية قامت بها القوات الفرنسية في يناير/ كانون الثاني عام 2013. لكن الوضع في شمال البلاد لا يزال مضطربا، فعصابات المخدرات والميليشيات والمتمردون الطوارق يتصارعون مع الحكومة المركزية في باماكو حتى الآن.
جيش حكومي متهالك في قلب المعارك
جيش حكومي متهالك في قلب المعارك
إلى حد الآن ركزت ألمانيا على تعزيز قدرات الجيش المالي من خلال الإشراف على تدريبات ضمن بعثة الاتحاد الأوروبي للتدريب في مالي (EUTM). ويرى إبراهيم مايغا، محلل متخصص في شؤون غرب إفريقيا لدى "معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا" (جنوب افريقيا)، أن جهود المدربين من ألمانيا وغيرها منالدول الأوروبية "أظهرت نجاعتها". لكن هذه الجهود "غير كافية، وهناك الحاجة إلى أكثر من سنة أو سنتين من التدريبات من أجل إعادة بناء الجيش المتهالك تماما"، حسب المحلل إبراهيم مايغا.
غير أن النائب البرلماني الألماني نيم موفاسات من حزب اليسار، يرى أن المشكلة لا تتجلى في النقص في القوات والعتاد "هناك 9000 جندي من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، وألف جندي فرنسي في شمال مالي، وأعتقد أن الأساس هو ضرورة اطلاق حوار مصالحة يضم جميع الاطراف بدلا من التدخل العسكري". ويضيف السياسي الألماني أن الحل لمواجهة الجماعة الإسلامية "أنصار الدين" يتجلى في الاتفاق على تقديم رعاية أفضل لشمال البلاد الذي يعاني من الفقر المدقع. "أنصار الدين" يدفعون للناس ألف دولار ويعطونهم الكلاشنيكوف، وهو ما يكفي لجلب الناس، لا ترتبط القضية بآيات من القرآن بل هناك علاقة بالتمويلات وبالآفاق الإجتماعية".
وفي حال تمديد التفويض الخاص بنشر قوات الجيش الألماني في مالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو من سيتم محاربتهم بالضبط في شمال هذا البلد الإفريقي؟ فالعديد من الجماعات المسلحة هناك تود حماية المتاجرين بالمخدرات وبالبشر، أو إقامة دولة تحكم باسم الشريعة الإسلامية أو إقامة دولة خاصة بالطوراق، أو القتال إلى جانب قوات الأمم المتحدة ضد الإسلاميين. كما إن هناك جماعات تقوم بتغيير مواقفها يوما بعد يوم، حسب المكان الذي يوفر الصفقة الأفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق