وكالات: حذر رئيس الوزراء الصومالي عمر شرماركي الأمم المتحدة من أن حركة شباب المجاهدين المتشددة التي بايع منشقون عنها تنظيم الدولة الإسلامية مؤخرا، قد تشكل تهديدا متجددا لمنطقة القرن الأفريقي واليمن. وخلال نقاش في مجلس الأمن، مساء الاثنين، طلب شرماركي دعما دوليا لهزيمة حركة الشباب قبل أن تتمكن من الحصول على دعم كبير من تنظيم الدولة، الذي يعمل حاليا بشكل رئيسي في سوريا والعراق.
وقال رئيس الوزراء "الصومال لا يمكن أن يتحمل أن تكون هناك مساحة لكي يستغلها تنظيم الدولة الإسلامية ويعكس التقدم الذي تحقق بصعوبة في مجال الأمن". وأضاف "لهذا السبب نحتاج دعم المجلس، أكثر من أي وقت مضى، للوقوف مع الصومال ضد المتطرفين، لحرمانهم من القدرة على إعادة التجمع وتشكيل تهديد جديد في الصومال والمنطقة". وربط إرساء الاستقرار والأمن في بلاده بحل الأزمة في اليمن لإبعاد داعش عن الصومال، حيث يمكن أن يستغل المتطرفون اليمن ليكون بمثابة "ممر أو منصة إطلاق" ضد بلاده. يأتي ذلك في وقت طغت فيه مشاهد الانقسامات داخل الحركة على العمليات الإرهابية التي تقوم بها بين الفينة والأخرى.
ويؤكد المراقبون أن الخطر الذي تمثله الجماعات المتطرفة الناشطة في الصومال لا يتعلق بالعمليات المعزولة التي تقوم بها فحسب، بقدر ما تتأثر بتمدد داعش شرقا وغربا واتجاهه نحو تركيز مناطق تابعة له كالتي قام بتركيزها في اليمن وليبيا ومناطق أخرى تشهد هشاشة أمنية. وقد يفرض أي تحالف محتمل بين داعش وحركة الشباب، تداعيات سلبية عديدة أهمها تهديد حركة الملاحة الدولية، في ظل وجود بيئة مواتية لانتشار التنظيمات الإرهابية في الصومال.
وكانت دراسة صادرة عن المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية في القاهرة قبل أشهر أفادت بأن تنظيم الدولة بعد أن سيطر على مناطق في العراق وسوريا واتجه نحو ليبيا، بدأ يسعى إلى تأسيس علاقات قوية مع تنظيمات إرهابية أخرى، وهو ما حصل بالفعل حينما بايعته جماعة بوكو حرام النيجيرية. وتواجه الحكومة الصومالية عقبات كبرى من قبل متشددين صعدوا هجماتهم الإرهابية خلال الأشهر الماضية، حيث استهدفوا مقار حكومية وفنادق بالعاصمة مقديشو وثكنات عسكرية تابعة للقوة الأفريقية، ما أدى إلى مقتل عديد من المدنيين والمسؤولين الحكوميين.
يشار إلى أن بريطانيا قد تعهدت مؤخرا بإرسال قوات عسكرية إلى الصومال في إطار دعم جهود قوة السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. ويقول خبراء في شؤون الجماعات الجهادية إن زعيم حركة الشباب أحمد ديريي المعروف أيضا باسم أحمد عمر أبوعبيدة، هو حليف موال لتنظيم القاعدة، أما قائد شرطتها السرية القوية مهد كاراتي فهو من أشد مؤيدي مبايعة تنظيم الدولة.
هذا الأمر تجسد على أرض الواقع الشهر الماضي حينما انشقت مجموعة صغيرة عن الحركة وبايعت داعش، وعزا المتابعون ذلك إلى حالة اليأس التي بات عليها الكثير من أعضائها وهم يبحثون عن"معين" ولن يجدوا أفضل من تنظيم أبي بكر البغدادي، رغم رمزية الخطوة. ومن الواضح أن الحملة الإعلامية المكثفة الموجهة للحركة التي دشنها تنظيم الدولة قبل أسابيع، بهدف فك ارتباطها بالقاعدة، قد أتت بعض ثمارها، حيث أعلن القيادي الشرعي في الشباب عبدالقادر مؤمن بيعته لزعيم داعش، داعيا المقاتلين في الصومال إلى الانضمام إليه نصرة لما اعتبرها "خلافة إسلامية" و"تحقيقا لواجب العصر المضيع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق