ليبيا: الوضع الأمني ينذر بالانفجار غربا.. احتقان بالجنوب وإعادة توزيع الأوراق شرقا
المغرب المغربية: أعلنت مصادر متطابقة غرب ليبيا اضطرار عشرات العائلات النزوح من مدينة ككلة بالجبل الغربي جراء استهدافهم بواسطة قذائف الهاون والصواريخ والتي كان مصدرها الزنتان وذلك لليوم الرابع تباعا في مشهد يكرس الصراع القبلي والحرب الأهلية بين المدنيين الواقعين تحت نفوذ المليشيات المسلحة منذ إسقاط النظام السابق سنة 2011. وتسعى شخصيات من ورشفانة والزاوية الى تهدئة الأوضاع الأمنية بين المدنيين وتحاشي حصول مواجهة عسكرية وقد نجح حكماء المنطقة في إحراز الكثير من التقدم في إجراء مصالحة. ولئن أمكن إلى حد الآن الإفراج عن أكثر من 33 محتجزا كانوا لدى ورشفانة والتعهد بفتح الطريق الساحلي الرابط بين طرابلس والزاوية إلا أن الملاحظين يخشون من تفويض الاتفاق ونسفه بسبب عجز الطرفين عن السيطرة على الجماعات المسلحة التي لا تتأخر في نصب بوابات على طول الطريق الساحلي حيث تقوم بالاختطاف والقبض على الهوية.
من جانبها تعرف العاصمة طرابلس احتقانا غير مسبوق على خلفية الصراع المسلح بين المليشيات فالكل يريد بسط نفوذه على المؤسسات الرسمية والعقارات المهمة في ظل شبه انهيار ما يعرف بفجر ليبيا الذراع العسكري لجماعة الإخوان المسلمين التي كانت شكلت حكومة موازية و برلمانا وجيشا سمته بفجر ليبيا، ويخشى المراقبون تربص تنظيم ‹داعش› بالعاصمة وإمكانية إعلان تواجده رسميا بالمدينة، سيما وأن تقارير استخباراتية وأمنية مؤكدة أكدت تواجد داعش غرب طرابلس مثل صبراطة وغريان وحتى داخل العاصمة طرابلس بعين زوارة وسوق الثلاثاء حيث سبق أن وزع داعش المناشير ونشر عناصره ما يسمى ديوان الحسبة لجمع المال من التجار كما فرض التنظيم مبدأ الفصل بين الجنسين داخل المؤسسات التعليمية والإدارة. المحصلة الوضع الأمني غرب ليبيا دقيق للغاية بما جعل دول الجوار مثل تونس والجزائر تتخذ جملة من الإجراءات الأمنية لتأمين حدودها ومواجهة المخاطر القادمة من الجارة ليبيا.
إيقاف سفير صربيا
وفي سياق الانفلات الأمني بتلك المناطق أعلن مسؤول أمني من صبراطة «70 كم عن حدود الحدود المشتركة مع تونس» أن سفير صربيا وزوجته تم العثور عليهما على متن سيارة دبلوماسية وقد أوقفتهما مجموعة مسلحة وكانا في طريقهما إلى رأس الجدير وأضاف المسؤول الأمني اختطاف مسؤولة الإعلام بسفارة صربيا وموظف أخر بالسفارة فيما جرى تأمين سيارة السفير وعائلته حتى بلوغ المعبر الحدودي. أما جنوب البلاد فالوضع لا يختلف كثيرا فالكفرة شبه معزولة وكذلك أوباري التي تشهد حربا أهلية بين التبو والطوارق منذ عام ونصف العام مما تسبب في نزوح 85 % من أهالي أوباري و10 % من أهالي الكفرة العنصر الجديد في الصراع القبلي جنوبا هو امتداد الأحداث إلى مدينة القطرون إذ أكدت مصادر طبية مقتل 4 من الشرطة و10 مسلحين خلال مواجهات مسلحة عنيفة دون معرفة أسباب اندلاع الاشتباكات.
تحالفات وصفقات شرقا
إلى ذلك ذكرت مصادر من شرق البلاد أن الحكومة المؤقتة كلفت حرس المنشآت النفطية برئاسة إبراهيم الجظران بحماية موانئ وتصدير النفط في إطار صفقة بين الطرفين يتم بمقتضاها منع طرابلس من الاستفادة من تصدير النفط عبر موانئ الشرق الليبي، وكانت العلاقة بين الجظران وحكومة طبرق شهدت فتورا بسبب رغبة قوات الكرامة السيطرة على الهلال النفطي والتي انتهت بخروج عناصر الكرامة من الهلال النفطي.يشار إلى أنّ أغلب عناصر ومقاتلي الجظران والبالغ تعدادهم حوالي 11 ألف عنصر ينحدرون من أجدابيا مسقط رأس الجظران. لكن السؤال المطروح هنا هل بإمكان قوات الجظران حسم المعركة ضد الدواعش لوحدهم في حال هاجم التنظيم الهلال النفطي؟ فحرس الجظران لم يحركوا ساكنا باتجاه موجة الاغتيالات التي تستهدف أجدابيا والتي تصاعدت بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة وبروز تسريبات بقرب إعلان داعش ضم المدينة إلى ما يسميها إمارته الإسلامية.
مجلس الأمن يلوح بفرض عقوبات
أمام تواصل الفوضى وتعثر الحوار بالتزامن مع تغيير المبعوث الدولي وربما مساعديه أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا دعا فيه إلى وقف فوري للعنف المسلح والتهديد بمعاقبة المعرقلين للحوار والذين يشكلون خطرا على السلام لكن لهجة البيان لم تكن شديدة ولا بتلك القوة والحزم ويرى المراقبون أن مجلس الأمن يبدو غير جاد في إنهاء الفوضى والعنف حيث لم يصدر بيانا ملزما ومتبوعا بآليات التطبيق. في ما يتعلق بالأطراف المستهدفة بالعقوبات فإنها تنقسم إلى شق يخشى فرض العقوبات وقد ينسحب من المشهد في اللحظة التي يدرك فيها جدية مجلس الأمن، وشق ثان لا تعنيه العقوبات لأن مكوناته لا توجد لديها حسابات مالية في الخارج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق