وكالات: اتهم مسؤول كبير بالأمم المتحدة جماعة الحوثي في اليمن بعرقلة إيصال إمدادات إنسانية للمدنيين بمدينة تعز، ما يجعل قرابة ربع مليون شخص يعيشون في حصار خانق بالمدينة. ويأتي هذا التحذير متزامنا مع استغاثات متكرّرة ما يفتأ يطلقها سكان المحافظة التي تشهد مواجهات شرسة بين القوى المساندة للحكومة الشرعية والمدعومة من قبل التحالف العربي، وميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح التي تحاول بشتى الطرق تفادي الهزيمة في المحافظة ذات الموقع الاستراتيجي. ويقول هؤلاء السكان إنّ التفوّق الميداني الذي يتضح بشكل متزايد لمصلحة القوى المساندة للشرعية، بدأ ينعكس في شراسة الميليشيات ضدّ المدنيين والتي تتجلّى في قصفهم العشوائي لأحياء تعز وتفخيخ الطرق والمنافذ التي يستخدمها هؤلاء للوصول إلى بعض المرافق، وتفجير الجسور لمنع تقدّم قوات التحالف والمقاومة.
وقال ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق إغاثات الطوارئ، إن القتال المستمر على مدى شهور جعل أكثر من 200 ألف مدني في حالة حصار فعلية وبحاجة إلى مياه الشرب والعلاج وغيرهما من المساعدات اللازمة لإنقاذ حياتهم وحمايتهم. وأضاف في بيان صدر في نيويورك "جماعة الحوثي واللجان الشعبية تغلق طرق الإمداد وتواصل إعاقة توصيل الإمدادات الإنسانية الطارئة لمدينة تعز”. وتابع قائلا"رغم المحاولات المستمرة من جانب وكالات الأمم المتحدة وشركائنا في جهود الإغاثة الإنسانية للتفاوض على سبل توصيل الإمدادات للناس، لا تزال شاحناتنا متوقفة عند نقاط التفتيش ولم يسمح بدخول إلا كميات محدودة جدا من المساعدات".
وقال أوبراين إن المستشفيات التي لا تزال تعمل في تعز باتت مكدسة بالمصابين وتواجه نقصا خطيرا في الأطباء والممرضين والأدوية الأساسية والوقود. وأضاف أن "هذا غير مقبول. أناشد كل الأطراف العمل مع الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى المحايدة وغير المنحازة لتسهيل تسليم المساعدات اللازمة لإنقاذ حياة المدنيين وحمايتهم ودخول عاملي الإغاثة الإنسانية إلى مدينة تعز بشكل آمن دون معوقات وبلا أي تأخير". ولا تستثني ميليشيات الحوثي أي وسيلة للضغط على المدنيين في تعز بما في ذلك قطع صلة المحافظة بالعالم الخارجي، حيث عمدت إلى تفجير الجسور تقدم القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي. ويحاول المتمرّدون الحوثيون اللعب على عامل الزمن بتأجيل هزيمة يصفها خبراء الشؤون العسكرية بالمؤكدة، نظرا للوسائل والإمكانيات التي سخرها التحالف العربي لاستعادة المحافظة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق