وكالات: يعود الكاتب والشاعر الجزائري عبدالرزاق بوكبة إلى قرائه بعمل مختلف من خلال مجموعة قصصية بعنوان "كفن للموت" وهو عمل مغرق في التجريب، عبر قصص ترفض البناء التقليدي. المجموعة القصصية الأولى لعبدالرزاق بوكبة والتي صدرت عن "دار العين" بالقاهرة، تقدم الكاتب في تجربة أدبية جديدة لا تشبه تجاربه السابقة إلا من حيث التمرد على الشكل والبناء. وعبر 15 قصة اختار بوكبة شخصية الزبير وسارة ليكونا بطلي القصص كلها بحضور واع لأم الزبير، ما جعل المجموعة تبدو وكأنها قصة واحدة فرخت قصصا بأشكال وحالات متعددة.
يفتتح الكاتب المجموعة بنص "القصة أولا" ويختتمها بـ"القصة أخيرا" وهما أشبه بقوسين لباقي قصص المجموعة الثلاث عشرة، وفيهما نوع من التبرير لهذه التجربة للقارئ ولسارة والزبير أيضا بل ولبوكبة نفسه. ويورط الكاتب نفسه في المجموعة لا ككاتب فقط بل كمكتوب، فهو يضع نفسه كأحد شخوص القصص، ويتعرض كما الزبير وسارة إلى مواقف ويحدد مسار القصص مرتين: بوصفه كاتبا وبطلا مشاركا. "كفن للموت"هو عمل احتفائي بالموت، اليتم، المرأة، الحب وبالرحيل، وهي مواضيع القصص غالبا بدءا من قصة "الهاتف" التي تختفي فيها سارة بعد سقوط طائرة ويستلم الزبير جثتها، رغم ذلك ينتظر أن يطلع صوتها من هاتفه المسجى على الطاولة.
وفي نص "الحذاء" يترك الكاتب للقارئ أن يختار بين مجموعة احتمالات تحدث للزبير الذي ضيع حذاء أمه في رحلة حافلة بعد أن سحبه من قدمي حبيبته سارة، فيدعو بوكبة القراء إلى المشاركة في كتابة مخرج القصة. يترك بوكبة بطليه يتصرفان بكثير من الحرية، حتى يشعر القارئ أحيانا أنهما متمردان عن النص ويمضيان في وجهة عشوائية، بل إنهما يأخذان الحق في نقد مصيرهما فيكون لسان حالهما "إننا في الحقيقة لا نعيش حياة مؤقتة بل موتا مكررا". وتبدو قصص بوكبة الغائمة ذات الأجواء العبثية السوريالية التي تصدم القارئ المعتاد على الكتابات الكلاسيكية، بل وغير الاعتيادية في العناوين الفرعية الكثيرة، وكأنها تشبه تقسيم بحث علمي دون رتابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق