وكالات: تعتبر جماعة "المرابطون" التي تبنت عملية احتجاز الرهائن في فندق "راديسون بلو" في العاصمة المالية باماكو أحد أبرز الحركات المتطرفة نشاطا في منطقة الساحل الأفريقي. والمرابطون هي حركة جهادية مسلحة تأسست في 2013 بعد عملية اندماج بين مجموعة الجزائري مختار بلمختار ومنظمة أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة. وأعلنت هذه الجماعة المتطرفة التي يتزعمها بلمختار مسؤوليتها عن الاعتداء الذي استهدف الجمعة أحد أفخم الفنادق في باماكو في تسجيل صوتي بثت قناة الجزيرة مقطعا منه.
وقال متحدث باسم الجماعة "نحن في جماعة المرابطون نعلن تبنينا بالتنسيق مع إمارة الصحراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عملية احتجاز الرهائن في فندق راديسون بلو" بباماكو. وطالبت المجموعة في تبنّيها الذي سبق انتهاء العملية، بإطلاق سراح "مجاهدين في سجون مالي" ووقف ما أسمته "العدوان على أهالينا في شمال مالي". وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان رجّح في وقت سابق الجمعة، مسؤولية بلمختار عن الاعتداء على الفندق.
وقال لودريان لشبكة التلفزيون "تي أف-1" إن بلمختار "ملاحق من قبل عدة دول منذ فترة طويلة وهو على الأرجح وراء هذا الاعتداء". وأضاف الوزير الفرنسي "يجب القول إن المرابطون، هذه الجماعة الإرهابية التي أعلنت ولاءها للقاعدة هي خليط من أصوليين ورجال عصابات يستخدمون تهريب الأسلحة وتهريب المخدرات لتمويل عملياتهم". وكانت جماعة المرابطون تبنت هجوما سابقا وقع في 7 مارس ضد فندق في باماكو وكان أول هجوم يستهدف غربيين في العاصمة وأسفر عن خمسة قتلى هم ثلاثة ماليين وفرنسي وبلجيكي.
وبلمختار هو أحد القادة الجهاديين الأكثر بأسا في منطقة الساحل ويعمل من أجل تحالف كبير مع الجهاديين في النيجر وتشاد وليبيا، وقد أعلن عن موته عدة مرات وخصوصا في يونيو الماضي وفي أبريل 2013، لكن تم نفي هذه المعلومات. وفي مايو الماضي أكد بلمختار مجددا مبايعة جماعته لتنظيم القاعدة ونفى ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية الذي كان قد أعلنه قيادي سابق في “المرابطون”.
وفي بيان بتاريخ 17 يوليو نأت هذه الجماعة من جديد بنفسها عن تنظيم الدولة الإسلامية وأعلنت ولاءها للقاعدة ووقّعت بيانها باسم "المرابطون – قاعدة الجهاد في غرب أفريقيا". وأكد هذا البيان أن خالد أبو العباس -الاسم الذي يعرف به بلمختار في الأوساط الجهادية- “انتخب من قبل مجلس شورى المجاهدين أميرا للجماعة". وولدت جماعة المرابطون من اندماج حركة "الموقعون بالدم" بقيادة مختار بلمختار الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا.
وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا تنشط خصوصا في منطقة غاو (شمال مالي). وهي واحدة من عدة تنظيمات جهادية مرتبطة بالقاعدة سيطرت على هذه المنطقة من مالي لحوالي عام من ربيع 2012 إلى مطلع 2013. وقد طرد عدد كبير من عناصر الحركة المتطرفة في العملية العسكرية سيرفال التي أطلقت بمبادرة من فرنسا في يناير من العام 2013. وفي 16 يناير 2013، اقتحم أعضاء في جماعة “الموقعون بالدم” الوحدة المقاتلة التي أنشأها بلمختار مجمّع عين أمناس الغازي في الجزائر (1300 كلم عن العاصمة) واحتجزوا مئات الجزائريين والأجانب ردّا على التدخل الفرنسي في مالي.
وبعد ثلاثة أيام شنّ الجيش الجزائري هجوما لإنهاء عملية احتجاز الرهائن، وقد قتل في ذلك الهجوم أربعون عاملا من عشر جنسيات و29 مهاجما. وبعد أشهر وتحديدا في 23 مايو 2013، أسفر تفجيران متزامنان عن سقوط 25 قتيلا معظمهم من العسكريين في شمال النيجر. وتبنت جماعة "الموقعون بالدم" وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا التفجيرين اللذين كانا غير مسبوقين في هذا البلد.
وبعد ثلاثة أشهر أعلن التنظيمان اندماجهما في حركة واحدة تحمل اسم "المرابطون". وفي مالي تبنى هذا التنظيم أيضا هجوما انتحاريا في 15 أبريل على كتيبة نيجيرية في قاعدة للأمم المتحدة في الشمال، كما تبنى هجوما انتحاريا قتل فيه جندي فرنسي في 14 يوليو 2014 يوم العيد الوطني الفرنسي، بالقرب من غاو. وفي بوركينا فاسو، التي بقيت لفترة طويلة بمنأى عن الهجمات وعمليات احتجاز الرهائن، تبنت جماعة "المرابطون" في أبريل خطف روماني هو مسؤول الأمن في منجم في الشمال، وقد ظهر في تسجيل فيديو تم بثه في أغسطس الماضي موثوق اليدين. ويقول خبراء إن جماعة المرابطون ومن خلال العملية الأخيرة التي استهدفت فيها فندق راديسون بلو الفاخر بالعاصمة المالية تنجح مجددا في إثبات أنها رقم صعب عند التطرق للجماعات الجهادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق