إيلاف: في سبعين عامًا من عمرها، شهدت الأمم المتحدة لحظات طريفة وغريبة، لا بد من التوقف عندها، لأنها تساهم في التاريخ لهذا العالم، بمحطات مختلفة، لها دلالات سياسية.
أغمي عليه
في عام1957 ، كان المبعوث الهندي كريشنا مينون يخطب في شأن أزمة كشمير، وبعد ثماني ساعات من الكلام، في خطاب هو الأطول على الاطلاق في تاريخ خطابات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال: "يرى مجلس الأمن هذه المسألة نزاعًا، لكنها ليست نزاعًا على الأراضي، فثمة مشكلة واحدة امامك اليوم، هي مشكلة العدوان". وهنا، سقط مغميًا عليه من الارهاق، فنقلوه إلى المستشفى سريعًا لعلاجه. وعندما عاد، أكمل الكلام لساعة من الزمن، وكان ضغطه الدموي خلالها تحت مراقبة لصيقة من طبيبه الخاص. في عام 1960، وقف الرئيس الكوبي فيدل كاسترو على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة 4 ساعات ونصف، مهاجمًا سياسية الولايات المتحدة الأميركية، قائلًا: "لو لم يكن جون كينيدي مليونيرًا وجاهلًا واميًا لأدرك استحالة قيام الثورة ضد الفلاحين". قبل عام من هذا الخطاب، زار كاسترو الأمم المتحدة، وكان أقل عصبية. لكنه في ذلك العام، تبين أنه اتخذ قراره النهائي بالانضمام إلى المعسكر السوفياتي. وفي ذلك العام ايضًا، احتفظ كاسترو بدجاجة حية في غرفته بالفندق النيويوركي الذي نزل فيه.
حذاء خروتشوف
وفي عام 1960 نفسه، خلع رئيس وزراء الاتحاد السوفياتي السابق نيكيتا خريتشوف حذاءه أثناء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وضربه على المنصة لإسكات الوفد الفلبيني الذي كان يحتج على السياسة السوفياتية. وتحول ذلك رمزًا للاحتجاج غير المستغرب من رجل قال لأعدائه في الأمم المتحدة: "سندفنكم". في عام 1974، وقف ياسر عرفات، رئيس الهيئة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال: "إن النظام العالمي القديم ينهار أمام أعيننا، والإمبريالية والاستعمار والاستعمار الجديد والعنصرية والصهيونية ستموت حتمًا". كانت هذه أول مرة يقف فيها عرفات هذا الموقف، بناء على طلب من دول حركة عدم الانحياز. شن عرفات هجومًا عنيفًا على الصهيونية. وبعد عام واحد، تم تمرير قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية، وساءت العلاقات بين إسرائيل والأمم المتحدة.
رامبو في الأفلام فقط!
في العام 1987، اعتلى الرئيس النيكاراغوي السابق دانيل أورتيغا، وهاجم الولايات المتحدة بعنف، متوجهًا إلى الرئيس الأميركي حينها رونالد ريغان بالقول: "قبل أن تتخذ قرارك بالعدوان على بلدي، أذكرك سيدي الرئيس ريغان، رامبو موجود فقط في الأفلام". حينها، غادر الوقد الأميركي القاعة، وقال السفير الأميركي فيرنون والترز: "قد يستمع الشعب النيكاراغوي لهذا الكلام، أما أنا فلا أريد ذلك". وفي العام نفسه، تحدث الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان عن تهديد قادم من خارج كوكب الأرض، مثير الضحك في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة. في عام 2006، قال رئيس فنزويلا الراحل هوغو تشافيز: "كان الشيطان هنا البارحة، وما زالت رائحة الكبيرت عابقة في المكان"، متحدثًا عن شيطان تجسد في هيئة إنسان، غامزًا من قناة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن.
مجلس الرعب
في عام 2009، مزق الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي ميثاق الأمم المتحدة، في خلال خطاب استمر أكثر من ساعة ونصف، وصف فيه مجلس الأمن بأنه "مجلس حرب ورعب". وفي هذا العام، عجز القذافي عن نصب خيمته التقليدية في أي مكان في نيويورك، حتى أنقذه دونالد ترامب، وسمح له بنصبها في فناء منزله الخلفي. وفي عام 2011، كان الرئيس الإيراني السابق محمود أحمد نجاد نجم الجمعية العامة، حين وقف وقال إن واشنطن هي من دبر هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، محدثًا ضوضاءً عاليًا أدى إلى انسحاب وفود 32 دولة من القاعة العامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق