العرب اللندنية: أصيب، أمس الأربعاء، 5 جنود لبنانيين بجروح جراء سقوط قذيفة مدفعية على مركز للجيش في جرود رأس بعلبك بمنطقة البقاع الحدودية مع سوريا. وجاء هذا الهجوم بعد يومين فقط من تعرض سيارة نقل جماعي تنقل عناصر من حزب الله اللبناني لهجومين بعبوتين ناسفتين في مدينة الشتورة الواقعة في البقاع الأوسط، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. ورغم محدوديتها فإن هذه الهجمات تحمل دلالات عميقة، خاصة لتوقيتها الذي ترافق مع معطيات وتقارير استخبارية شبه مؤكدة تتحدث عن مشاركة واسعة لحزب الله في عملية برية في سوريا يرافقها غطاء جوي يؤمنه طيران الحرب الروسي. وكانت المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا قد شهدت خلال الأشهر الماضية هدوءا نسبيا، تخللته بعض الاشتباكات بين الجيش ومسلحين يعتقد أنهم من النصرة وداعش. واعتبر محللون أن هذه الهجمات محدودة الفاعلية، ليست سوى إنذار لما يتهدد اللبنانيون في حال أقدم حزب الله على توسيع مشاركته في سوريا ضمن التحالف المعلن مع الروس والإيرانيين ونظام الأسد.
ويشارك حزب الله منذ بداية الحرب السورية في القتال إلى جانب قوات النظام وقد اقتصر تدخله على عدد من الجبهات خاصة بمنطقة القلمون المرتبطة بالحدود اللبنانية. ومؤخرا تحدثت تقارير عن أن الحزب أرسل الآلاف من مقاتليه مؤخرا إلى سوريا استعدادا لعملية برية تشارك فيها قوات من الحرس الثوري الإيراني وجيش النظام، حيث تم التخطيط لها مع الروس، في محاولة واضحة لقلب ميزان القوى لصالح الأسد. وفي تصريحات لـ"العرب" توقع النائب اللبناني خالد الضاهر فشل المخطط الروسي الإيراني في سوريا قائلا "عندما تدخل حزب الله كان النظام يسيطر على كل سوريا، وبعد دخول إيران على الخط تقلص حجم سيطرته ولم يعد يهيمن سوى على 18 بالمئة من الأراضي السورية، والآن تدخل الروس، ونتيجة ذلك حتما ستكون سقوط النظام نهائيا". وشدد الضاهر على "أن هذا التحالف سيمنى بهزيمة مدوية، لأن الشعب السوري ليس وحده ولأنه يريد الحرية والديمقراطية"، متسائلا: ماذا يفعل الروسي؟ إنه لا يقتل داعش بل يقصف الثوار والمدنيين والمستشفيات والمدارس وهناك شواهد كثيرة على ذلك. ويخشى اللبنانيون من تداعيات هذا التدخل الروسي على بلادهم، خاصة وأنه يكرس استمرار الصراع في سوريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق