وكالات: على الرغم من الدعم العسكري من قبل حلف شمال الاطلسي، يواجه الجيش الافغاني صعوبة في قندوز في مواجهة مقاتلي حركة طالبان التي استولت قبل يومين على هذه المدينة الكبيرة في الشمال في هجوم خاطف واقتربت من قطاع المطار الاستراتيجي. وما زال مقاتلو طالبان يسيطرون ظهر الأربعاء على مناطق واسعة من المدينة، في سابقة منذ سقوط نظام حكمهم في 2001 وفي نكسة خطيرة جدا للرئيس اشرف غني وبالتالي لحلفائه الغربيين بقيادة الولايات المتحدة. ووعد المتمردون الذين يتجولون في المدينة بآليات للشرطة وشاحنات صغيرة تابعة للصليب الاحمر قاموا بسرقتها، بتطبيق الشريعة في قندوز. وكانت القوات الحكومية شنت من المطار الذي يبعد عشرة كيلومترات عن وسط المدينة هجومها المضاد لطرد مقاتلي طالبان. ومع ذلك نجحت الحركة في التقدم ليل الثلاثاء الاربعاء وجرت معارك عنيفة في محيط المطار. وشن الجيش الاميركي الذي يقصف عادة معاقل المتمردين في شرق البلاد، منذ صباح الثلاثاء ثلاث عمليات قصف على الاقل في المنطقة لمحاولة احتواء المقاتلين الاسلاميين. لكن الجنود الافغان ينتظرون تعزيزات اضافية لتكثيف هجومهم المضاد. ولم يعد بإمكان الجيش الافغاني الاعتماد على دعم القوات الاجنبية لحلف شمال الاطلسي الذي باتت تقتصر مهمة جنوده البالغ عددهم 13 الفا في البلاد، على تقديم النصح وتأهيل نظرائهم الافغان.
ومع ذلك، اعلن الكولونيل بريان تريبوس الناطق باسم القوات الاميركية لوكالة فرانس برس الاربعاء ان قوات خاصة من بعثة حلف شمال الاطلسي في افغانستان انتشرت في قندوز لمساعدة القوات الافغانية على استعادة المدينة. وقال مصدر عسكري غربي طالبا عدم كشف هويته انهم خصوصا جنود من القوات الخاصة الاميركية والبريطانية والالمانية. وصرح الرئيس غني ان مهمة الجيش الافغاني وحلفائه في مدينة قندوز شاقة جدا لان "العدو يستخدم السكان دروعا بشرية". ومن الصعب التحقق من بعض المعلومات عن عدد الضحايا في هذه المعارك. وتحدثت وزارة الصحة الافغانية عن سقوط ثلاثين قتيلا ومئتي جريح. وطمأن غني الثلاثاء الافغان الى ان القوات الافغانية تحقق تقدما. وذكرت وزارة الدفاع الافغانية ان الجيش استعاد مقر قيادة الشرطة وسجن قندوز الذي افرغه المتمردون من السجناء الاثنين، في هذا الهجوم المضاد. وقال مدير الاستخبارات الافغانية رحمة الله نبيل ان "110 من هؤلاء السجناء كانوا عناصر في طالبان".
وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بيتر كوك "نثق بقدرة القوات الافغانية على دحر طالبان في قندوز". وسيحيي سقوط قندوز وظهور تنظيم الدولة الاسلامية المحدود حاليا في افغانستان الجدل حول موعد رحيل القوات الاميركية الذي حددته واشنطن مبدئيا بنهاية 2016. وقالت الاستخبارات الافغانية ان الضربات الجوية بالقرب من المطار ادت الى مقتل مولوي سلام مسؤول حركة طالبان في ولاية قندوز ومساعده و15 مقاتلا آخر. ودعا مقاتلو طالبان سكان قندوز الى استئناف "حياتهم بشكل طبيعي" وعملوا على التركيز على الجانب الرمزي للمعركة اذ نشروا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك صورا يظهر فيها مقاتلون يرفعون العلم الابيض للحركة في وسط قندوز. ويشعر بعض السكان بالقلق من عودة عناصر طالبان الى الحكم الذي تولوه من 1996 الى 2001 وفرضوا خلاله قيودا على النساء بشكل خاص. وقالت صديقة شيرزا التي تدير اذاعة روشاني "نخاف اذا خرجنا من المنزل ان يتعرض لنا عناصر طالبان بالضرب". وكان للسيطرة على قندوز التي تضم 300 الف نسمة اثر كبير لأنها حصلت الاثنين بعد عام تماما على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها الرئيس اشرف غني القريب من الغربيين والذي انتخب بناء على وعد بإعادة السلام الى بلده الذي تمزقه منذ ثلاثين عاما نزاعات بينها 14 عاما مع حركة طالبان. وتبدو السيطرة على قندوز انتصارا شخصيا للملا اختر منصور الذي اعترض بعض قادة طالبان على تعيينه خصوصا بعد انتقادات من عائلة الملا عمر الذي تأخر الاعلان عن وفاته سنتين. وتعد قندوز محورا تجاريا استراتيجيا على بعد اقل من مائة كلم من الحدود مع طاجيكستان، وكان طالبان حاولوا مرتين السيطرة عليها هذه السنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق