وكالات: فاجأ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الأوساط المهتمة بملف الأزمة اليمنية بإعلانه السعي لتحقيق تقارب سياسي بين من سماهما "طرفي الصراع"، فيما كان ينتظر إعلانه عن التوصّل إلى خطوات عملية لإنهاء الأزمة في إطار تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وباتجاه إنهاء الانقلاب الحوثي وتسليم السلطة للحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه رئيس الحكومة خالد بحاح. ورأى منتقدو هذا التصريح لولد الشيخ أنّه تأكيد على البطء الأممي الشديد في معالجة الأزمة اليمنية والتأخر عن مواكبة سير الأحداث على الأرض والتي بلغت مرحلة متقدّمة مع تقدّم التحضيرات لتحرير العاصمة صنعاء من قبضة ميليشيات الحوثي. وأكّد هؤلاء وجود قناعة لدى الدول القائدة للتحالف العربي الداعم للشرعية بتجاوز "البطء الأممي" والتوجّه نحو الحسم العسكري، الأمر الذي يجعل معركة صنعاء حتمية ووشيكة. ويعتبر تصريح ولد الشيخ تراجعا عن تصريحات سابقة لمّح فيها إلى بوادر نجاح في إقناع جماعة الحوثي بالتسليم بحلّ سياسي قائم على أساس قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وليست المرّة الأولى التي توجّه فيها انتقادات لطريقة معالجة الأمم المتحدة للأزمة اليمنية وما تتّسم به من فتور "وتراخ"، وفق توصيف مراقبين تحدّثوا عن تساهل مبالغ فيه إزاء تطبيق قرار قطعي وواضح لمجلس الأمن الدولي. وذهب البعض حدّ اتهام ولد الشيخ، ومن قبله سلفه جمال بن عمر، بمجاملة الحوثيين تنفيذا لسياسة دول نافذة في منظمة الأمم المتحدة تريد إدامة الصراع في اليمن بالحفاظ على الحوثيين كطرف قوي في معادلة ذلك الصراع. وكتب ولد الشيخ أمس على حسابه في فيسبوك “نسعى لتحقيق تقارب سياسي في اليمن يحقق للبلد الأمن والاستقرار ويحيي العملية السياسية بمشاركة كافة الأطراف في اليمن”. ويرى مناصرون للسلطات الشرعية في اليمن الحديث عن الحوثيين كطرف في المعادلة السياسية بمثابة "جائزة" أممية غير مستحقّة لهم، وأنهم أهدروا فرصتهم في المشاركة بالحياة السياسية باختيارهم اللجوء إلى القوّة العسكرية في السيطرة على مقاليد الحكم. ومن خلال التحركات الكثيفة على الأرض من قبل الجيش الوطني اليمني والمقاومة المساندة له بدعم وتأطير من قوات التحالف العربي، تبدو القناعة قد ترسّخت بحتمية الحلّ العسكري ضدّ الحوثيين. وأصبحت الحرب ضد ميليشيات الحوثي على أعتاب مرحلة حاسمة تتمثل في تحرير العاصمة صنعاء، حيث سجل تقدم كبير في الإعداد لتلك المعركة ولضمان النصر فيها. وتضاربت خلال الأيام الماضية التسريبات بشأن سيناريوهات الهجوم النهائي على صنعاء، وأيضا موعد بدئه، لكن الثابت وفق إجماع المحلّلين أن معركة العاصمة باتت حتمية في ظلّ اليأس من التوصّل إلى حلّ سياسي مع الحوثيين من شأنه حقن الدماء وتجنيب عاصمة البلاد معركة يتوقّع أن تكون شرسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق