وكالات: شرعت السلطات الإيرانية على ما يبدو منذ فترة في تحصين منشآتها النووية الحساسة ورفعت أعلى درجات اليقظة تحسّبا لأي هجوم عسكري محتمل من قبل إسرائيل. وكشف صحيفة "وورلد تربيون" الأميركية في تقرير نشرته أمس الأربعاء على موقعها الإلكتروني عن رفع طهران حالة التأهب القصوى حول مواقعها النووية خوفا من أي هجوم إسرائيلي. وفيما لم يبد المسؤولون الإيرانيون أي تعليق حول هذا، إذ لطالما تكتموا على تحرك الحرس الثوري في المواقع النووية، إلا أن المتابعين للشأن الإيراني أشاروا إلى أن طهران قلقة من احتمالية شن إسرائيل هجوما قبل موافقة الكونغرس الأميركي على الاتفاق النووي بشكل نهائي هذا الشهر. وسبق أن ناقش المسؤولون الإسرائيليون ضرب المواقع النووية في إيران خلال السنوات العشر الماضية والتداعيات المحتملة في حال أقدمت إسرائيل على ذلك، وهو ما يؤكد صحة التقارير التي تتحدث عن ذلك المنحى. ولا يستبعد خبراء عسكريون شن إسرائيل هجمات على منشأتي فردو ونطنز المشكوك في أنهما تستخدمان لصناعة قنابل نووية، وهو ما لم يتم التأكد منه من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحد الآن.
وكانت إيران أعلنت مؤخرا عن نشرها أنظمة رادارية جديدة في مناطق مختلفة من البلاد، كما نفذت عددا من التدريبات والمناورات العسكرية من بينها اختبار صواريخ مضادة للطائرات فوق مفاعل بوشهر. وحث المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي أثناء زيارته إلى قاعدة "خاتم الأنبياء" للدفاع الجوي الجيش على أن يكون في حالة تأهب دائمة، منبها إلى احتمال مواجهة تهديدات مختلفة. ودأب القادة العسكريون في إيران على استعراض عضلات بلادهم خصوصا تجاه كل من إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة، كنوع من التخويف لها وتحذيرها من مغبة الاقتراب من حدودها. وفي 2011، أشار رئيس الموساد آنذاك مائير داغان الذي يعتقد أنه كان وراء إطلاق فيروس عطّل خمسة من أجهزة الطرد المركزي عن العمل وتسبب في خفض أدائها، إلا أن أي ضربة عسكرية ليس من شأنها إلحاق دمار كاف بالنووي الإيراني، بل ستكون الشرارة لاندلاع حرب في الشرق الأوسط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق