وكان المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا دعا في مداخلة حول سوريا أمام مجلس الأمن الاسبوع الماضي إلى مقاربة سياسية جديدة للأزمة السورية. ويرى خبراء أن هذه المقاربة الجديدة ستكون بمثابة اختراق للمحرمات، فمصير الأسد، مثلا، صار يبحث على الطاولة بين الأطراف المتصارعة والمؤثرة في الملف السوري، وكل طرف يبحث عن الثمن الذي يتناسب مع المواقف الجديدة. ومن المعروف أن سنوات الأزمة السورية قد غيرت الأولويات، إذ بات تنظيم داعش المتطرف هو “البعبع” الذي يبث الرعب لدى القوى الإقليمية والدولية على حد سواء. وكان وزير الخارجية الأمريكي، قال، بدوره، في تصريح سابق “يجب أن نغير آليات الوضع في سوريا”.
وأوضح كيري “نريد دمج السعوديين ودمج الأتراك، وفي نهاية المطاف ربما سنرى ما يمكن أن يقوم به الإيرانيون”. واستبق وزير الخارجية السعودي سفره إلى الدوحة بزيارة قصيرة إلى أبوظبي حيث أجرى محادثات تنسيقية مع المسؤولين الإماراتيين. وتحاول روسيا، بدورها، التقريب بين حكومة الأسد ودول المنطقة المعارضة لها وبينها السعودية وتركيا من أجل تشكيل تحالف يقاتل داعش. وكانت مصادر دبلوماسية روسية قد كشفت أن موسكو بعد مفاوضات أجرتها مع واشنطن والرياض، أعلنت عن مبادرة لتشكيل تحالف دولي إقليمي، يضم نظام بشار الأسد ودول المنطقة لمواجهة مخاطر تنظيم داعش. وأضافت أن هذه المبادرة، التي تحظى بدعم سعودي ـ أمريكي، مرحب بها من قبل الأسد، وهو ما يستوجب وضع آليات لتنفيذها على أرض الواقع، ويجعل للقاء كيري ـ لافروف ـ الجبير أهمية خاصة، باعتبار أنه قد ينتقل بهذه المبادرة إلى مرحلة التنفيذ.
وأكدت هذه المصادر أن المشاورات التي جرت خلال الأسابيع الماضية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، تركزت حول ضرورة القبول ببقاء الأسد على رأس نظامه خلال المرحلة الانتقالية، باعتبار أن سقوط الأسد سيفتح الباب أمام سيطرة الجماعات المتشددة. ويؤكد خبراء أن تحركات موسكو تأتي نتيجة القلق المتزايد من عودة نشاط الجماعات المتشددة في بعض المناطق بروسيا، ناهيك عن الموقف الروسي الداعم للأسد منذ بداية الأزمة. وتشهد العاصمة القطرية الأحد والاثنين جولة مباحثات دبلوماسية بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزراء خارجية في مجلس التعاون الخليجي، كما يلتقي الوزير الروسي أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير خارجيته خالد العطية، عدا عن اللقاء الثلاثي الذي يضم وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا والسعودية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق