وكالات: تتغيب جماعة حزب الله اللبنانية وسياسيون مسيحيون حلفاء لها عن جلسة الحكومة اللبنانية الخميس مما يعمق أزمة سياسية أصابت حكومة الوحدة الوطنية لرئيس الوزراء تمام سلام بالشلل. وقالت وسائل اعلام تابعة لحزب الله والتيار الوطني الحر بزعامة السياسي المسيحي ميشال عون الحليف المسيحي الرئيسي لحزب الله إن سلام أبلغ بالقرار لكنها لم تعلن على الفور سببا للمقاطعة. وكان وزراء من حزب الله والتيار الوطني الحر قد انسحبوا من اجتماع للحكومة يوم الثلاثاء الماضي. وهم مختلفون مع وزراء آخرين في الحكومة بسبب مراسيم صدرت دون موافقتهم. وعطل النزاع السياسي جهود حل مشكلة التخلص من القمامة التي أثارت غضب الرأي العام وفجرت مظاهرات مناهضة للحكومة شارك فيها الاف في مطلع الاسبوع. وتواجه الحكومة اللبنانية ضغوطا متزايدة على خلفية فشلها في ادارة ازمة النفايات التي دفعت الآلاف من اللبنانيين الى التظاهر يومي السبت والاحد في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت القريبة من مقري البرلمان والسراي الحكومي (مقر رئاسة الحكومة) بدعوة من حملة "طلعت ريحتكم" التي تضم ناشطين في المجتمع المدني.
وتحولت التظاهرات الى متنفس للتعبير عن الغضب المتراكم من الطبقة السياسية وحالة الانقسام السياسي في البلاد والفساد المستشري والبنية التحتية المترهلة. وتضم الحكومة اللبنانية التي يرأسها تمام سلام ممثلين لغالبية القوى السياسية وهي تتولى بموجب الدستور صلاحيات رئيس الجمهورية في ظل فشل البرلمان في انتخاب رئيس للبلاد منذ 25 مايو 2014. لكن جلسات مجلس الوزراء الاخيرة تشهد توترا بسبب خلاف حاد بين القوى السياسية على جملة ملفات حياتية سياسية وامنية. واعلن منظمو حملة "طلعت ريحتكم" الاثنين انهم سيواصلون حراكهم داعين الى تظاهرة السبت المقبل بعد تاجيل تظاهرة كانت مقررة الاثنين على خلفية مواجهات في نهاية الاسبوع بين عدد من المتظاهرين والقوى الامنية تسببت بوقوع عشرات الجرحى من الجانبين. واتهم منظمو التحرك "مثيرين للشغب" بالتسلل الى صفوف المتظاهرين والعمل على استفزاز القوى الامنية. ويشهد لبنان عادة تظاهرات او تحركات احتجاجية بناء على دعوة من الاحزاب السياسية لكن نادرا ما يتم التحرك ضد الطبقة السياسية وتحت عناوين مطلبية اجتماعية. ودعا المتظاهرون سلام الى تقديم استقالته مع فشل حكومته في اداء واجباتها، ما اثار مخاوف من الوقوع في فراغ سياسي كامل بسبب عدم وجود رئيس للجمهورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق