الخوف مما قد يأتي
السيدة بيا غاضبة على أداء الشرطة. "لو كان رد فعل الشرطة سريعا بعد استهداف السياح في الشاطئ" في 26 حزيران/ يونيو، لكان عدد الإصابات والضحايا أقل مما هو عليه الان. وهي مقتنعة أن أداء الشرطة سيئ وتضيف "أنا غير مرتاحة تماما. فمن يدري ما قد يحدث المرة القادمة؟. أظن أن مثل ذلك سيحدث مرة أخرى في المستقبل ". الحكومة البريطانية حذرت رسميا من هجوم محتمل. كما رفعت من مستوى تحذيرها من السفر لتونس.ورغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة التونسية، فإن الوضع الامني لايدعو للإطمئنان. "هناك احتمال قوي بحدوث هجوم إرهابي مستقبلا" كما قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند. لكن دولا أخرى مثل ألمانيا وفرنسا لم ترفعان من مستوى تحذير الرعايا من التوجه إلى تونس. منذ الهجوم الإرهابي على سوسه، انتشرت القوات الأمنية في محيط الفنادق وفي سواحل سوسه. في الأسبوع الماضي قتلت قوات الأمن قيادات في كتيبة عقبة بن نافع. وهي أول تنظيم مسلح في تونس، تابع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتحمل الحكومة التونسية هذه الجماعة مسؤولية القيام بالهجوم على متحف بوردو في العاصمة التونسية قبل أشهر. وفي نفس الوقت أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن الهجمات هذه. منذ بداية العام كان 15 ألف شخص ينتمون أو يتعاطفون مع تنظيمات جهادية في تونس موضع بحث دقيق من طرف السلطات، حسب جهات رسمية.
الألمان أوفياء
رغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة التونسية فإن سواحل البلاد خالية من الناس. عدد الحجوزات انخفض بنسبة 60 بالمائة ، والبواخر السياحية لم تعد تقف عند الموانئ التونسية منذ حادث الهجوم على متحف بوردو. لكن "الألمان يزورون تونس أكثر من غيرهم"، كما يقول فاخر سالم، مساعد مدير فندق في منطقة الحمامات. "الألمان مازالوا أوفياء لنا. وهناك بعض الحجوزات من ألمانيا. أما بالنسبة للجنسيات الأخرى؟ فلا نعلم ما الذي سيحدث". سالم لا يستبعد إغلاق الفندق بعد موسم هذا الصيف. "نأمل في حجوزات من المواطنين التونسيين أو من الجزائر. فهم مهمون بالنسبة لفرص عملنا أيضا. لكن ما سيحدث بعد الصيف ؟ لا نعرف بتاتا، كيف سيكون الوضع بعد الموسم. وماذا يجب علينا فعله من دون ضيوف؟". أسئلة محيرة كثيرة يطرحها مساعد مدير الفندق.
السياحة مورد مهم للاقتصاد التونسي. فالقطاع يشكل نسبة 7 بالمائة من الدخل العام للدولة. حوالي 500 ألف تونسي من مجموع عدد سكان البلاد البالغ عددهم 11 مليونا يشتغلون في مجال السياحة. من بينهم موظفو فندق بالاس بايرام في العاصمة. الذي فتح أبوابه في شهر شباط/ فبراير الماضي فقط، بعد سبعة اعوام من أعمال الإصلاح. "بعد الهجوم على متحف بوردو ساء وضعنا تماما" كما تشتكي كريمة سويد مديرة الفندق. "كنا نخشى انتشار العنف بين الأطراف أو دخوله للمدن. لكن هجوم سوسه الأخير قضى علينا تماما". المديرة تسمح لضيوفها بمغادرة الفندق فقط بصحبة قوة امن خاصة. الفندق الموجود داخل بناية لأحد شيوخ الإفتاء يعود إلى القرن الثامن عشر يركز في خدماته اليوم على المطعم الذي يرتاده التونسيون. ورغم ذلك تبدو مديرة الفندق وهي عضو سابق في المؤتمر الدستوري متفائلة وتقول: "هذه سنة مرعبة بالنسبة لتونس. لكننا سنستمر. نستغل الآن الوقت لنحسن من نوعية أدائنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق