وكالات: تصاعدت وتيرة هجمات تنظيم الدولة الإسلامية على العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون إثر انقلابهم على الرئيس عبدربه منصور هادي. يأتي ذلك في وقت كثف فيه طيران التحالف العربي من غاراته على مواقع الحوثيين في أكثر من مدينة يمنية، وذلك غداة انتهاء مفاوضات السلام في جنيف دون اتفاق، نتيجة تعنت الحوثيين ورفضهم الاستجابة لقرار مجلس الأمن بالانسحاب من العاصمة وباقي المدن اليمنية وخاصة عدن. وقتل شخصان وأصيب 16 آخرون، السبت، في انفجار سيارة مفخخة، تبناه داعش، أمام مسجد يصلي فيه الشيعة في العاصمة. ونقل شاهد عيان من مكان الانفجار مشاهدته للسيارة التي استخدمت في الاعتداء الذي تسبب كذلك في أضرار عند مدخل المسجد ومنزل قريب منه. والأربعاء قتل أكثر من 30 شخصا وأصيب العشرات في صنعاء في سلسلة انفجارات متزامنة تبناها تنظيم الدولة الإسلامية عشية بداية شهر رمضان واستهدفت مساجد شيعية ومنزل مسؤول من المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة.
واستهدفت سيارتان مفخختان مسجدين وسيارة ثالثة منزل رئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصمد. كذلك، انفجرت عبوتان أمام مسجدين آخرين عند صلاة المغرب بحسب ما أفادت مصادر أمنية وشهود. وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف في بيان نشرته مواقع إسلامية هجمات الأربعاء، وأكد أنه شن أربع هجمات بواسطة سيارات مفخخة. والسيارات المفخخة أحد الأسلحة المحبذة لدى تنظيم الدولة الإسلامية بالنظر إلى قدرتها التدميرية الهائلة، وتأثيرها المرعب على مناوئيه. وقد تمكن التنظيم في العراق من الاستيلاء على عدة مدن أبرزها الرمادي غرب العراق وقبلها الموصل مركز محافظة نينوى عبر استخدام السيارات المفخخة. ويسعى فرع داعش، في اليمن إلى تثبيت قدمه وتأكيد حضوره عبر هذه الهجمات التي يتوقع أن تتصاعد خلال شهر رمضان، بالنظر لحالة الفوضى السائدة في البلد نتيجة استمرار الصراع بين المتمردين الحوثيين والمقاومة الشعبية المدعومة بطائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
ويتنازع تنظيم داعش الزعامة على الجماعات الجهادية مع تنظيم القاعدة الأم، الذي يشهد انحسارا في شعبيته نتيجة مقتل أبرز قادته ولعل آخرهم زعيم القاعدة في اليمن الناصر الوحيشي في غارة لطائرة أميركية دون طيار. اليمنيون يخشون أن يتمكن داعش من التغلغل واستقطاب الشباب اليمني الغاضب، في ظل الأجواء المشحونة بالطائفية، نتيجة استمرار الحوثيين في رفضهم لأي مخرج سلمي ولئن مثّل إعلان مقتل الوحيشي ضربة معنوية كبيرة لأنصار التنظيم في اليمن من شأنه أن يخدم داعش، إلا أن خبراء في الجماعات الإسلامية لا يرون نجاحا للتنظيم على المدى القريب أمام القاعدة في هذا البلد. ويخشى اليمنيون أن يتمكن داعش من التغلغل واستقطاب الشباب اليمني الغاضب، في ظل الأجواء المشحونة بالطائفية، نتيجة استمرار الحوثيين (ينتمون إلى الطائفة الزيدية) في رفضهم لأيّ مخرج سلمي.
وفشلت المحادثات الدائرة في جنيف بين وفدي الحوثيين والحكومة اليمنية، في ظل الشروط التعجيزية التي يفرضها المتمردون. وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الجمعة، انتهاء مشاورات جنيف، حول الأزمة اليمنية، "دون التوصل لاتفاق". وعلى ضوء هذا الانسداد السياسي، صعدت المقاومة الشعبية المدعومة من التحالف العربي جوا في معاركها على الأرض. وذكر شهود أن غارتين للتحالف صباح السبت أصابتا قاعدة الدليمي الجوية قرب مطار صنعاء الدولي بينما استهدفت ضربات أخرى صعدة في شمال اليمن ومناطق قرب الحدود مع السعودية. كما شن طيران التحالف، فجر السبت، 15 غارة على مواقع للمتمردين الحوثيين حول عدن بجنوب اليمن كما صرح مسؤول في الجيش اليمني.
وأوضح هذا المسؤول الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، أن الغارات تركزت على مداخل عدن ثاني مدن اليمن من الجهة الشمالية والشرقية والغربية. وقال "إن الهدف هو فك طوق الحوثيين على عدن ومساعدة لجان المقاومة الشعبية (مسلحون يقاتلون الحوثيين وموالون لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي) استعادة مواقع خسرتها". وفي محافظة مأرب شرقي صنعاء قتل 17 من مقاتلي الحوثي بالإضافة إلى أربعة من مقاتلي القبائل في اشتباكات صباح السبت. وقال مصدر قبلي فضل عدم الكشف عن اسمه، "إن المقاومة الشعبية شنت هجوما على مواقع تابعة لمسلحي الحوثي في مديرية مجزر، بمحافظة مأرب، ما أدى إلى مقتل 17 مسلحا منهم". وتسعى قوات الحوثي المدعومة بألوية من الجيش موالية للرئيس علي عبدالله صالح، منذ أكثر من شهرين للسيطرة على محافظة مأرب النفطية، بقوة السلاح في ظل مواجهة شعبية شرسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق