وكالات: وجهت قوات عراقية محاصرة داخل أكبر مصفاة للنفط في العراق مناشدة لإنقاذهم من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين توغلوا في مجمع المصفاة الأسبوع الماضي. يأتي ذلك بينما ينفد مخزون القوات العراقية المحاصرة من الغذاء. ويسيطر المتشددون الآن على أجزاء كبيرة من مجمع مصفاة بيجي في شمال العراق حيث يتحصن نحو 200 من رجال الشرطة والجنود وأفراد القوات الخاصة. وقال شرطي يدعى مهند في اتصال هاتفي من المصفاة حيث تمركزت وحدته في مواقع دفاعية في دار للضيافة في الجانب الشرقي من المجمع "تحاصرنا داعش من كل الجهات". و(داعش) هو الاختصار غير الرسمي للاسم القديم لتنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف "يمكننا سماع مقاتلي داعش يصيحون ويهددون بقطع رأس أي فرد يمسكون به. نقصت الذخائر والطعام ومياه الشرب من عندنا. نأكل وجبة واحدة يوميا. وقطعنا ملابسنا العسكرية لتضميد جراح جنود وأفراد شرطة آخرين".
وقال مهند الذي ينتمي إلى بغداد إنه وضع جانبا رصاصة واحدة ينهي بها حياته في حال تغلب المتشددين عليهم. وأضاف "هذه وسيلة أسهل للموت بدلا من أن يقطع رأسي". ومصفاة بيجي واحدة من أكثر المواقع التي دارت عليها معارك طاحنة في العراق منذ أن اقتحم متشددو الدولة الإسلامية شمال البلاد الصيف الماضي وأعلنوا قيام خلافة. وفي العام الماضي ظلت القوات الحكومية شهورا تحت الحصار بداخل المصفاة. وكسر الحصار في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ولكن المقاتلين شنوا هجوما جديدا الشهر الماضي بعد طردهم من مدينة تكريت القريبة. وبعد أن سيطر المتشددون على جزء كبير من المجمع قال مسؤولون عراقيون في 18 إبريل نيسان إنهم عادوا للسيطرة الكاملة على المصفاة. ولكن بعد ذلك حقق المتشددون مكاسب مرة أخرى. وقال ضابطان من قيادة العمليات العسكرية في محافظة صلاح الدين التي تضم بيجي إن المتشددين توغلوا في المجمع بحيث صار من المستحيل تقريبا على الطائرات استهدافهم من دون إلحاق اضرار بالمصفاة أيضا. ونشرت الدولة الإسلامية صورا تظهر صناديق ذخيرة قالوا إن القوات العراقية تركتها في بيجي وصورا لجثث مشوهة لرجال شرطة لم يمكن التعرف عليهم إلا من خلال زيهم المموه. وليس بالإمكان التحقق من صحة الصور من مصدر مستقل.
وقال العقيد عماد السعيدي الذي يقود وحدة مشاة متمركزة بالقرب من المصفاة إن التنظيم يحاصر المصفاة تماما بعد أن قطع المتشددون جميع طرق الإمداد التي كانت تستخدمها قوات الأمن. وأضاف أن مقاتلي الدولة الإسلامية يشنون عدة هجمات انتحارية باستخدام سيارات ملغومة ضد مواقع القوات بشكل يومي. ونتيجة لعدم وجود تعزيزات صار نحو ثلثي المصفاة تحت سيطرة الدولة الإسلامية. وقال مسؤول عراقي كبير في يونيو حزيران إن المصفاة كانت تضخ قبل إغلاقها نحو 175 ألف برميل يوميا. وهذه الكمية هي نحو ثلث استهلاك العراق الداخلي من الوقود. وقال عضو بمجلس محافظة صلاح الدين إن نحو نصف المجمع بات الآن تحت سيطرة المتشددين. وأضاف خزعل حمادي أن هناك استغاثات من رجال الشرطة المحاصرين داخل المصفاة مع تناقص إمدادات الغذاء ويطلبون نقل مناشداتهم لرئيس الوزراء حيدر العبادي كي ينقذهم من نهاية مأساوية على ايدي متشددي الدولة الإسلامية إذا لم يتم إرسال تعزيزات.
وألحقت قوات عراقية بما فيها فصائل شيعية هزيمة كبيرة بالدولة الإسلامية مطلع الشهر الماضي في تكريت. وهذا أول هجوم مضاد منذ الهجوم الخاطف لمقاتلي الدولة الإسلامية العام الماضي. ولكن المتشددين وجهوا ضربة في بيجي ومحافظة الأنبار في غرب البلاد. وقال قائد في القوات الخاصة كان قد أصيب الأسبوع الماضي في اشتباكات في المصفاة وجرى نقله عبر طريق في الجهة الشرقية أغلقه المتشددون فيما بعد إن المتشددين سيطروا على مصافي صلاح الدين 1 وصلاح الدين 2 والشمال الفرعية. واضاف أن معظم مخزون الخام في الجزء الشمالي من المصفاة وخزانات الوقود والغاز في الجزء الجنوبي واقع تحت سيطرتهم. ووصف حال الجنود العراقيين قائلا إنهم في حالة صدمة وتشتت تامة. وتابع قوله إن هذا التهديد أكبر بكثير من أن يتعاملوا معه بمفردهم. وأشار إلى أن السبيل الوحيد لكسر الحصار هو أن تستعيد القوات العراقية بلدة بيجي القريبة من المتشددين بحيث يتم فتح ممر إلى المصفاة من جهة الجنوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق