الحياة: بدأت الترجمة العملية للهبة السعودية غير المسبوقة لتسليح الجيش اللبناني بأسلحة فرنسية صباح أمس، بتسلّم الأخير مجموعة صواريخ من نوع «ميلان» وأجهزة وآليات لتشديد المراقبة وحماية الحدود، في احتفال كبير في مطار رفيق الحريري الدولي أعلن خلاله السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري أن لبنان بحاجة الى الدعم لحفظ استقراره، وأن هذه الأسلحة رسالة لمن شكك في صدق المملكة العربية السعودية وإخلاصها في هذه الهبة بقيمة ثلاثة بلايين دولار. وشارك في التسليم والتسلم وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان ونظيره اللبناني نائب رئيس الحكومة سمير مقبل والسفير عسيري ونظيره الفرنسي باتريس باولي وقائد الجيش العماد جان قهوجي وسائر أركان القيادة. وبوصول الدفعة الأولى من السلاح الفرنسي يدخل تجهيز الجيش اللبناني مرحلة جديدة هو في أمس الحاجة فيها الى الأسلحة النوعية في مواجهته الهجمات الإرهابية التي تستدعي تشديد المراقبة وحماية الحدود في التصدي لهذه المجموعات التي تستهدف الاستقرار العام في البلد. وأكد لودريان في الاحتفال الذي أقيم للمناسبة، أن الظروف تتسم منذ 3 سنوات بتدهور كبير في الوضع الأمني في الشرق، وبخطر وجودي على دول المنطقة، وأن فرنسا تجدد في هذه الظروف تأكيد إرادتها ورغبتها في أن يبقى لبنان عامل استقرار في هذه المنطقة التي تعم فيها الفوضى.
ولفت لودريان الى الضغوط التي يتعرض لها لبنان من «داعش» و «جبهة النصرة» والتي تشكل تحدياً حيوياً لأمنه. وقال إن «لبنان يعرف ثمن الحرب ولا يريد أن ينجرّ مرة أخرى الى هذه الفوضى المحيطة به وفرنسا ستبقى إلى جانبه للحؤول دون ذلك، وكان لا بد لأصدقاء لبنان وحلفائه من أن يجندوا قواهم للمساهمة في أمنه واستقراره، والراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أعرفه جيداً وهو صديق لفرنسا، جمعتهما هذه الإرادة للمساهمة في هذا المجهود». وشكر مقبل المملكة العربية السعودية على الهبة القيّمة، مذكراً بدورها في الوقوف الى جانب لبنان في أحلك الظروف. وقال إن انتصار لبنان على الإرهاب هو انتصار لكل الدول، أكانت قريبة أم بعيدة، المهدَّدة بهذا الإرهاب. على صعيد آخر، اعترف الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة صراحة أمام المحكمة العسكرية، بأنه قام بنقل متفجرات من سورية الى لبنان لتفجيرها في عكار الشمال بهدف إحداث فتنة طائفية. لكنه أصرّ على أنه استُدرج الى فعل ذلك من قبل ميلاد كفوري، متهماً الأخير بالعمل لدى مخابرات أمنية محلية وخارجية من أجل الإيقاع به واستدراجه الى فخ. واعتبر سماحة أن ما قام به هو خطأ كبير.
وكان رئيس المحكمة العميد خليل إبراهيم أكد في مستهل الاستماع الى سماحة، عدم جواز أن تكون الإجراءات المتعلقة بمسؤول المخابرات السورية اللواء علي المملوك سبباً للتأخر في السير بالدعوى، ولذلك قررت المحكمة فصل الخصومتين وتأجيل دعوى مملوك الى 16 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، على أن يسبقها الاستماع الى إفادة سائق سماحة فارس بركات. وسأل إبراهيم سماحة بعدما طلب منه تعريف نفسه: «لك كل هذا التاريخ المشرّف، لماذا أنت هنا؟». ورد الأخير بأن «أطرافاً محلية وسفارات انزعجت من نشاطي وكان الرئيس الأميركي جورج بوش أصدر في حينها أمراً يمنعني من دخول الولايات المتحدة الأميركية». كما أقر سماحة بأنه وقع في فخ مخابراتي ربطه له ميلاد كفوري أو أحد أسمائه الأخرى. وأقر أيضاً بصحة كلام كفوري بأنه هو من اتصل به وأبلغه أن المملوك يسلم عليه ويطلب منه تنفيذ مهمات.
وسئل سماحة كيف يطرح عليك كفوري مواضيع خطرة كهذه وأنت تقول إن لا علاقة لك بعمل أمني- عسكري؟ فأجاب: «اختاروني نظراً الى علاقاتي مع مراكز القرار في الغرب، وأنا لم أخف على سورية بما كنت سأقوم به إنما على لبنان، لذلك أنا هنا في السجن». واعترف سماحة بأنه سلّم الضابط عدنان في جهاز المملوك لائحة مطبوعة بالمعدات التي تسلمها من كفوري وقال إنه «أكد لي أن البضاعة ستتأمن ووافق على دفع 170 ألف دولار لكفوري». كما اعترف بأن المملوك كان على علم بالمتفجرات التي وضعت في سيارته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق