من جانبه، رحب الرئيس بالمستشار الألمانى السابق، منوها إلى إعجاب مصر بالتجربة الألمانية وما تتميز به من إصرار على العمل والتقدم، كما أشار إلى أهمية إيلاء المزيد من الاهتمام إلى التعاون فى مجال التدريب المهنى وتنشيط مبادرة "كول" التى سبق أن أبرمتها مصر مع ألمانيا فى عهد المستشار الألمانى الأسبق "هيلموت كول"، منوها إلى اهتمام مصر بالحصول على الخبرة الألمانية وتدريب الشباب المصريين فى المجالات الفنية المختلفة. وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس أكد على أن الرؤية المصرية للحرب ضد الإرهاب تتطلب تفعيل التعاون الأوروبى مع مصر فى مختلف المجالات، ومن بينها التعاون فى مجال التدريب الفنى والمهنى للشباب مما يساهم فى حصولهم على فرص العمل، فضلاً عن منحهم الفرصة للانفتاح والتعرف على ثقافات أخرى. وأوضح المتحدث الرسمى أن "شردور" أشاد خلال اللقاء بالجهود التى يبذلها الرئيس والحكومة المصرية، مشيراً إلى أن الديمقراطية وإقرار الحريات عملية طويلة ومستمرة، وما حققته ألمانيا على هذا الصعيد استغرق عقوداً طويلة. وطلب "شرودر" التعرف على رؤية الرئيس بالنسبة للأوضاع فى ليبيا؛ فأوضح الرئيس أن عملية الناتو غير المكتملة وكانت لها عواقب وخيمة على الشعب الليبى الذى أضحى مصيره فى أيدى جماعات مسلحة، وقد كان يتعين جمع السلاح وتنظيم انتخابات بإشراف دولى للتأكيد على الإرادة الشعبية الليبية، فضلاً عن وضع برنامج تدريبى مكثف لإعداد الجيش الليبى الوطنى ومختلف الأجهزة الأمنية، إلا أن ذلك لم يحدث. وأضاف الرئيس أنه سبق أن حذر مختلف القوى الدولية من مغبة ترك الأوضاع فى ليبيا على هذا النحو وغير ها من دول الشرق الأوسط وإفريقيا على هذا النحو. ورداً على استفسار المستشار الألمانى السابق، أوضح الرئيس أن الفرصة مازالت متاحة لتدارك الأوضاع فى ليبيا، عبر نزع أسلحة الميليشيات المتطرفة، ومنع تدفقها للجماعات المتطرفة والإرهابية، والحيلولة دون تحقيق العناصر المتطرفة مكاسب سياسية بالقوة، ودعم الجيش الوطنى الليبى.
وأوضح الرئيس أن دعم ومساعدة دول المنطقة الشرق الأوسط فى تلك المرحلة من قبل الشركاء والأصدقاء إنما يعد جزءاً من الحرب ضد الإرهاب وتلافى خطر امتداده وانتشاره إلى تلك الدول. وأضاف الرئيس أن الحرب ضد الإرهاب لا تقف عن حدود الحصول على المساعدات الاقتصادية والعسكرية، وإنما تمتد لتشمل دعم عملية تغيير ثقافة العنف وعودة المبادئ والقيم ووجود رؤية سياسية واضحة لتسوية الأوضاع الملتهبة فى دول المنطقة التى تعانى من ويلات الإرهاب. فى ومن جانبه، أعرب "شرودر" عن اتفاقه مع الرؤية التى طرحها الرئيس، منوهاً إلى أن مصر ركيزة الاستقرار فى المنطقة وأن تقدمها ستكون له آثاره الإيجابية على منطقة الشرق الأوسط وأوروبا. وأضاف أنه يتعين تسليط المزيد من الضوء على الأوضاع التى تعانى منها منطقة الشرق الأوسط، فى ضوء انشغال الاتحاد الأوروبى بمشكلات الأوضاع الاقتصادية فى اليونان والأزمة الأوكرانية، ومشكلات الهجرة غير الشرعية. تم خلال اللقاء كذلك بحث موضوع تدريب عدد من شباب المهندسين المصريين على ماكينات حفر وبناء الأنفاق التى ستوردها الشركة الألمانية لمصر لحفر الأنفاق أسفل قناة السويس الجديدة لربط سيناء بالضفة الغبية للقناة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق