من جهته، قال مراد فول، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر لوكالة إن "ما يحدث من تناوب بين الجزائر والمغرب على إدارة أزمتي مالي وليبيا هو في الحقيقة تنافس على الزعامة وكسب مناطق نفوذ في المنطقة”. وتابع: "باعتقادي ما يحدث من ازدواجية في التحركات الدبلوماسية للبلدين بشأن أزمتي مالي وليبيا هو حلقة ضمن صراع قوى غربية على النفوذ بالمنطقة وبالتالي فهو في نهاية المطاف صراع بالوكالة في المنطقة”. وبسؤال محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا رد قائلا: "جولات الحوار تسير في خطوط متوازية.. فهناك حلقة للأحزاب السياسية في الجزائر، وأخرى لمجالس البلدية في بروكسل، وثالثة في المغرب لأعضاء البرلمان وأعضاء المؤتمر". ومضى قائلا: "كلها حوارات تسير في اتجاه واحد، وترعاها جهة واحدة، هي الأمم المتحدة". وتابع أنه "لا علاقة مباشرة لما يجري في المغرب بما يجري في الجزائر، فهنا الأحزاب وهناك البرلمانيين ولكن هناك جهة واحدة راعية هي الأمم المتحدة".
وفي المغرب، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة وجدة (شمال شرق) خالد الشيات،: "ليس هناك تنسيق لدبلوماسية البلدين، بل هناك استمرار للصراع والتنافر بينهما، الذي طبع علاقة البلدين في ظل تطورات المنطقة المغاربية منذ زمن بعيد، سواء في المواضيع المحلية أو الأقليمية أو الدولية". واعتبر الشيات أنه في الوقت الذي يجب أن يكون هناك تنسيق بين البلدين في المجال الدبلوماسي، خصوصا في المواضيع الإقليمية "لا يوجد" هذا التنسيق "إلا في حدود دنيا على المستوى الأمني". وأفاد خالد الشيات بأن "هناك تنافرا دبلوماسيا كبيرا على مستوى (إقليم) الصحراء، على اعتبار أن الجزائر تدعم أطروحة انفصال الصحراء"، مضيفا: "الرؤية الخارجية للمغرب تختلف عن الرؤية الجزائرية". وأوضح أن "قضية الصحراء هي دليل على أن هناك تنافر بين دبلوماسية البلدين، وهي إحدى محركات التنافر بينهما". وبخصوص ملف مالي، أوضح الشيات أن "المغرب يسعى إلى الوحدة بمالي، وهو ما يتوافق مع الطرح الجزائري، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب للأقاليم الجنوبية، فإن الجزائر يبدي توجسا حيال ذلك"، مضيفا أن الجزائر تعتقد أن هذا الطرح "سيؤثر على قضية الصحراء، وبالتالي فهي تسعى إلى إقامة حل آخر بشروط أخرى، وأن تفرض أمرا واقعا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق