ليبيا المستقبل - وكالات: أكد رئيس هيئة العمل الوطني السورية المعارضة، محمود مرعي، أن المعارضين المجتمعين في موسكو، اتفقوا على مجموعة نقاط تشكل في مجموعها مسودة ورقة عمل، سيقدمونها، الخميس 29 يناير الجاري، إلى ممثلي النظام عند انضمامهم إلى جلسات الحوار السوري - السوري التي انطلفت في موسكو الإثنين الماضي. وقال مرعي، في تصريحات صحفية: "لقد اتفقنا على أولوية الملف الإنساني كإيصال المواد الغذائية والدوائية إلى كافة المناطق السورية، والإفراج عن كل المعتقلين والأسرى، وضرورة رفع العقوبات الاقتصادية، كونها تضر بالشعب السوري، فمنع استيراد المواد الغذائية والمشتقات النفطية لا يضر بالحكومة بل بالشعب". وأضاف أنهم "اتفقوا أن يكون بيان جنيف - 1 هو معيار وأساس للحل السياسي، وأن التسوية السياسية هي المخرج الوحيد للأزمة في بلادنا، وعلى ضرورة حصر السلاح بيد الجيش السوري". وأشار إلى أن "هناك اتفاق، فيما بين أطراف المعارضة المشاركة في لقاءات موسكو، على أمور تتعلق بمرحلة التحول الديمقراطي، وأن تكون سوريا المستقبل دولة مدنية تعددية تداولية، دولة مواطنة ولكل السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الأثنية أو المذهبية، أو أي انتماء آخر، ولجميع السوريين حقوق متساوية أمام القانون وعليهم نفس الواجبات". وحول ارتباط العقوبات بالأزمة، وضرورة إنهاء الأزمة للمطالبة برفع العقوبات، قال مرعي إن "الأزمة في سوريا ربما تستمر لأعوام، ونحن نعلم أن العقوبات قتلت من الشعب العراقي أكثر من مليون شخص، ولذلك فإننا نطالب برفع العقوبات، لأنها تؤثر على الشعب السوري.. نريد تخفيف الأعباء عن المواطن السوري، وقد انهارت العملة الوطنية بسبب ضعف الاقتصاد وعدم توفر السيولة، ولهذا فرفع العقوبات مهم للشعب السوري، وليس من أجل النظام".
وحول أبرز نقاط الاختلاف فيما بين المعارضين المجتمعين في موسكو، قال مرعي: "الاختلاف يتركز حول المرحلة الانتقالية، وحول حصر السلاح (تعلمون أن هناك أطراف في المعارضة تملك ميليشيات تقاتل دفاعا عن مناطقها كقوات حماية الشعب الكردي)، والخلاف بسيط ويمكن التغلب عليه، حيث اقترح هؤلاء فكرة حصر السلاح بأيدي أجهزة الدولة بدلا من الجيش فقط، كما وكان هناك خلاف حول مسألة الضمانات الدولية، حيث نصر نحن على أن الحل يجب أن يكون سوريا - سوريا ، ودون أي دور لجهات دولية أو إقليمية، لأن أي تدخل خارجي سيكون عاملا في إطالة أمد الأزمة". وأكد مرعي "إننا جميعا نقف صفا واحدا ضد الإرهاب، بعد أن أصبح التصدي له قرارا دوليا، لا سيما إرهاب القاعدة وداعش، ومواجهتهما تحتاج إلى تكاتف جهود كل السوريين في المعارضة وفي السلطة". وحول ما يتعلق بوجود القوات الأجنبية (ومنها حزب الله والميليشات الإيرانية) قال مرعي: "نحن نطالب برحيل كل القوات الأجنبية، ولكن الأولوية الآن للتصدي لداعش والقاعدة، ورحيل كل المقاتلين في صفوف التنظيمات الجهادية، التي هي أكثر خطرا من حزب الله والإيرانيين، اللذين ما كانا ليتواجدان لولا وجود داعش والقاعدة". واعتبر أن "مصير الأسد لم يبحث، لأن هذا اللقاء هو تشاوري، وبداية حوار سياسي، وليس للتفاوض حتى بين السلطة والمعارضة. هو تشاوري فقط، وأمور كتلك يمكن بحثها مستقبلا على طاولة التفاوض".
وأضاف أنه "يوجد مشتركات كثيرة بين المعارضة والسلطة، ونريد تثبيت النقاط المشتركة، وأن نتجنب نقاط الخلاف ونتركها للجلسات المستقبلية"، مشيراً إلى أن المعارضة "واعية تماما وتدرك أن سوريا تتدمر، وأن شعبنا يعاني كثيرا، ونحن نحمل هموم الشعب السوري، ونريد الوصول إلى حل، وأن نفتح ثغرة في هذا الجدار الصلد الذي وصلنا إليه، عازمين على المضي قدما باتجاه الحل السياسي". وحول تغييب أطياف المعارضة الأخرى عن حوار موسكو، وفي مقدمتها الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة، قال مرعي: "لقد ذهب الائتلاف إلى جنيف - 2 مدعيا تمثيله للشعب السوري، ومني بفشل ذريع، ولذلك لم يعد مهما حضر أو غاب، هنا تجتمع معظم أطياف المعارضة الوطنية السورية، والقادرة على حمل هموم الوطن، وأمانة تخليصه من أزمته".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق