دعت ما تسمّى كتيبة «عقبة بن نافع» التي يتزعمها «لقمان أبو صخر»، أمس الأربعاء، على موقعها الرسمي، إلى قتل كل من رئيس الحكومة الموقتة مهدي جمعه ووزير الداخلية لطفي بن جدو والناطق الرسمي باسم الوزارة محمد العروي، بسبب اتهامهم بقتل الإرهابيين الذين ينتمون إلى خلاياهم الإرهابية. واستعملت كتيبة «عقبة بن نافع» ثلاث آيات قرآنية للدعوة إلى قتل جمعة وبن جدو والعروي.
في الوقت نفسه، نقل موقع «الشروق» التونسي عن مصدر موثوق، أنَّ القيادي في «عقبة بن نافع»، الموريتاني الجنسية والمسمى «صفي الديني الموريتاني»، الذي تم توقيفه قبل أيام بالجزائر، أكد أنَّه كان في مهمة تخص عقد اجتماع لأمراء الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل والمغرب العربي في تونس، للتباحث في خطة عمل إرهابية بالمنطقة.
فصائل من دول المغرب العربي
وأشارت المصادر للموقع، إلى أنَّ الفصائل المعنية باللقاء تخص قيادي الكتيبة، وتنظيم جند الخلافة في الجزائر، بالإضافة إلى تنظيم أنصار الدين في مالي وجماعة التوحيد والجهاد والحركة الوطنية لتحرير الأزواد والفرع المسلح الموالي للانفصال وميليشيات مسلحة في ليبيا وجماعات ظهرت بمسميات جديدة لم تكن معروفة في الإعلام كالبتار، وجماعة درنة.
وأكدت المصادر أنَّ الاجتماع كان يهدف بالأساس، لتفعيل النشاط الإرهابي، بعد فشل كتيبة «عقبة بن نافع» في تنفيذ عمليات نوعية، خلال الفترة الماضية، كما يأتي اللقاء للإعلان رسميًّا عن مبايعة جماعية «داعش»، والتخلي بشكل تام عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي يقوده عبد المالك درودكال .
بعث الخلايا النائمة
وتعليقًا على هذه الأنباء، قال الخبير الأمني علي الزاوي إن اجتماع أمراء «داعش» بالمنطقة، كان يهدف بالأساس، لبعث «الخلايا النائمة» على ضوء نتائج الانتخابات التشريعية في تونس، وأبدى الناطق مخاوفه من تكرار السيناريو الليبي إلا أنه أثنى على وعي الشعب التونسي، ونضجه الفكري والسياسي الذي يجنِّب البلاد كل الأخطار.
وقال علي الزاوي، المكلف بخلية مكافحة الإرهاب في الجزائر سابقًا، إنَّ اليقظة والاستنفار مطلوبان في تونس في هذه المرحلة، خاصة بالمناطق التي تكثر بها الخلايا النائمة، مؤكدًا أنَّ تونس مستهدفة من طرف هذه الجماعات التكفيرية لضرب اقتصادها ومنشآتها السياحية والحكومية، تمهيدًا لنشر الفوضى فيها، وتتسلل جماعات متشددة من ليبيا ويتلقى عشرات التونسيين تدريبات بدرنة التي تحولت لإمارة لـ«داعش».
سحب البساط من تحت أقدام «القاعدة»
كما أكد أنَّ الغرض من هذا الاجتماع أيضًا، سحب البساط نهائيًّا من تحت أقدام تنظيم «القاعدة»، لعزل درودكال بشكل رسمي، بعد أن رفض الأخير قبل أيام فقط، عرضًا جديدًا من البغدادي لمبايعته قدمه له أمير جماعة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا .
جدير بالذكر، أنَّ القوات الأمنية التونسية، قد أحبطت السبت الماضي مخططًا إرهابيًّا كان يستهدف غفساد مجرى سير الانتخابات التشريعية في تونس، كما تمكنت يوم الانتخاب من توقيف عدة إرهابيين كانوا ينوون تنفيذ عمليات تمس مراكز ومكاتب التصويت.