كشف الشاعر والكاتب فرج بوالعشة تفاصيل خطفه على يد مسلحين، الأربعاء الماضي، حيث كتب على صفحته الخاصة بموقع «فيسبوك»، اليوم الثلاثاء، بعد الإفراج عنه مساء أمس الاثنين، إنَّ مجموعة مسلحة وصلت إلى مقهى فندق الصفوة على متن ست سيارات طلبوا منه مرافقتهم.
وأضاف بو العشة: «دون ادعاء أي ضرب من بطولة. تم خطفي يوم الأربعاء 24 شهر سبتمبر (اللعين!)، بواسطة قوة مسلحة داهمت بنحو ست سيارات منطقة مقهى فندق الصفوة في قلب طرابلس. أحاط أربعة مسلحين منهم الطاولة الصغيرة التي أجلس حولها».
وتابع: «فيما كنت أراجع على جهاز الكمبيوتر خاصتي مخطوطة كتابي عن تلاقح الحضارات. طلب مني قائدهم بتهذيب شديد أن أرافقهم، قائلاً ما معناه: ممكن تجي معانا أستاذ فرج. لا نريد أن نثير مشكلة في المكان. ولم أكن لأثير مشكلة في المكان وأنا محاط بأربعة شباب مسلحين ومتوترين. فذهبت معهم.
بعد سير قليل بالسيارة تم تغمية وجهي. وبعد وقت قصير توقف الموكب في مكان ما بالتأكيد داخل طرابلس. أين؟. من أين لي أن أعلم. الحق لم يمسني أحد بسوء مادي / جسدي. لكني سمعت الذي أدخلني الزنزانة الانفرادية وهو يتحدث جواري: آلو.. أمانتك عندي».
واستطرد: «أقفل باب الزنزانة الحديدية بصوتها المصرصر عليّ. قضيت ستة أيام في تلك الزنزانة الخانقة. لكن كان يُقدم إلي الأكل الذي كان يأكل منه المسؤولون على ذلك السجن. وكان بين السجانين الذين تعاملت معهم شخصٌ تقي ونبيلٌ وعمل ما استطاع كي يساعدني. المفارقة كانت سجينًا في عهد القذافي.. وقد تحولنا إلى أصدقاء في نهاية الفيلم لأنه لم يستسغ أن أكون سجينه في ثورة 17 فبراير».
وأضاف: «الحال لم أكن مطلوبًا للمسؤولين على ذلك السجن في طرابلس. كنتُ مجرد أمانة عندهم. وما عرفته أني أمانة لصالح جهة مجهولة كما فهمت. وتهمتي أني عميل لحفتر!.. يعني خيانة عظمى.. يعني قطع رأسي عند صاحب الأمانة.. والحق الحق لم يكن من الممكن أن أتحرر بهذه السرعة لو لم أحظ بهذا القدر الفائض من التضامن الذي غمرني به ليبيون أحرار في كل مكان من ليبيا: شرقها وغربها وجنوبها.. ومنهم كثر أختلف معهم سياسيًّا. وصولاً إلى الجبل الأخضر: عزوتي بكل قبائله.
لا أريد أن أبدو كمَن بات ليلة في زنزانة فأصبح منديلاً. فتجربة اختطافي وحجزي ستة أيام تجربة مرفهة بالنسبة لمئات الأرواح الليبية الشريفة التي قُتلت اغتيالاً. والعشرات (حتى لا أبالغ وأقول المئات) من الإعلاميين والنشطاء السياسيين والحقوقيين والمدنيين الذين لا يزالون مغيبين في سجون الاختطاف القسري السرية عند مختلف مشارب الأيديولوجيات المسلحة، لأنهم ربما لم يحظوا بالفرقعة الإعلامية التي أحظى بها بسبب سنوات معارضتي للقذافي ونظامه.
وفي الختام اسمحوا لي أن أخص بالشكر والامتنان: رفيقتي في الحب والشِعر والنضال ضد فاشية القذافي وأي فاشية قد تصيب ليبيا: زوجتي الشاعرة الاستثنائية فاطمة محمود.. وإليها عائلتها الممتدة المنسوبة إلى فضيلة الشيخ الرائد التنويري الجليل: محمود القندي المسلاتي .. وبوبناخي حمدي رضوان الذي أقام غرفة عمليات التحري والإنقاذ من البيضاء.. وأسامة السائح من شرفاء مصراتة الذي دشن صفحة «فيس بوك» خاصة بإطلاق سراحي. إنهم على سبيل الذكر المائز لا الحصر المغلق.
وفي النهاية وبكل صدق لم ولن أتصرف كبطل.. فالبطل الوحيد هم الليبيون الذين نحب أنفسنا فيهم لكنهم يرفضون لعب دورهم حتى هذه اللحظة».
وأضاف بو العشة: «دون ادعاء أي ضرب من بطولة. تم خطفي يوم الأربعاء 24 شهر سبتمبر (اللعين!)، بواسطة قوة مسلحة داهمت بنحو ست سيارات منطقة مقهى فندق الصفوة في قلب طرابلس. أحاط أربعة مسلحين منهم الطاولة الصغيرة التي أجلس حولها».
وتابع: «فيما كنت أراجع على جهاز الكمبيوتر خاصتي مخطوطة كتابي عن تلاقح الحضارات. طلب مني قائدهم بتهذيب شديد أن أرافقهم، قائلاً ما معناه: ممكن تجي معانا أستاذ فرج. لا نريد أن نثير مشكلة في المكان. ولم أكن لأثير مشكلة في المكان وأنا محاط بأربعة شباب مسلحين ومتوترين. فذهبت معهم.
بعد سير قليل بالسيارة تم تغمية وجهي. وبعد وقت قصير توقف الموكب في مكان ما بالتأكيد داخل طرابلس. أين؟. من أين لي أن أعلم. الحق لم يمسني أحد بسوء مادي / جسدي. لكني سمعت الذي أدخلني الزنزانة الانفرادية وهو يتحدث جواري: آلو.. أمانتك عندي».
واستطرد: «أقفل باب الزنزانة الحديدية بصوتها المصرصر عليّ. قضيت ستة أيام في تلك الزنزانة الخانقة. لكن كان يُقدم إلي الأكل الذي كان يأكل منه المسؤولون على ذلك السجن. وكان بين السجانين الذين تعاملت معهم شخصٌ تقي ونبيلٌ وعمل ما استطاع كي يساعدني. المفارقة كانت سجينًا في عهد القذافي.. وقد تحولنا إلى أصدقاء في نهاية الفيلم لأنه لم يستسغ أن أكون سجينه في ثورة 17 فبراير».
وأضاف: «الحال لم أكن مطلوبًا للمسؤولين على ذلك السجن في طرابلس. كنتُ مجرد أمانة عندهم. وما عرفته أني أمانة لصالح جهة مجهولة كما فهمت. وتهمتي أني عميل لحفتر!.. يعني خيانة عظمى.. يعني قطع رأسي عند صاحب الأمانة.. والحق الحق لم يكن من الممكن أن أتحرر بهذه السرعة لو لم أحظ بهذا القدر الفائض من التضامن الذي غمرني به ليبيون أحرار في كل مكان من ليبيا: شرقها وغربها وجنوبها.. ومنهم كثر أختلف معهم سياسيًّا. وصولاً إلى الجبل الأخضر: عزوتي بكل قبائله.
لا أريد أن أبدو كمَن بات ليلة في زنزانة فأصبح منديلاً. فتجربة اختطافي وحجزي ستة أيام تجربة مرفهة بالنسبة لمئات الأرواح الليبية الشريفة التي قُتلت اغتيالاً. والعشرات (حتى لا أبالغ وأقول المئات) من الإعلاميين والنشطاء السياسيين والحقوقيين والمدنيين الذين لا يزالون مغيبين في سجون الاختطاف القسري السرية عند مختلف مشارب الأيديولوجيات المسلحة، لأنهم ربما لم يحظوا بالفرقعة الإعلامية التي أحظى بها بسبب سنوات معارضتي للقذافي ونظامه.
وفي الختام اسمحوا لي أن أخص بالشكر والامتنان: رفيقتي في الحب والشِعر والنضال ضد فاشية القذافي وأي فاشية قد تصيب ليبيا: زوجتي الشاعرة الاستثنائية فاطمة محمود.. وإليها عائلتها الممتدة المنسوبة إلى فضيلة الشيخ الرائد التنويري الجليل: محمود القندي المسلاتي .. وبوبناخي حمدي رضوان الذي أقام غرفة عمليات التحري والإنقاذ من البيضاء.. وأسامة السائح من شرفاء مصراتة الذي دشن صفحة «فيس بوك» خاصة بإطلاق سراحي. إنهم على سبيل الذكر المائز لا الحصر المغلق.
وفي النهاية وبكل صدق لم ولن أتصرف كبطل.. فالبطل الوحيد هم الليبيون الذين نحب أنفسنا فيهم لكنهم يرفضون لعب دورهم حتى هذه اللحظة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق