ليبيا المستقبل
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يكلف مستشاره لشؤون الأمن متابعة موضوع مطالبة ليبيا بتعويضات مالية لأسر البريطانيين الذين قتلوا أو شوّهوا من جراء تعرضهم لهجمات بالمتفجرات البلاستيكية، كان الجيش الجمهوريّ الإيرلنديّ قد حصل عليها من النظام الليبيّ السابق...
العلاقة البريطانية الليبية إلى الواجهة من جديد، فقد كشفت صحيفة "الديلي التليغراف" عن قرار كاميرون تعيين مستشاره للشؤون الأمنية كيم داروش، مهمة وضع التفاهم مع ليبيا لتأمين تعويضات مالية لأسر البريطانيين الذين قتلوا أو شوهوا في هجمات المتفجرات البلاستيكية التي حصل عليها الجيش الجمهوري الإيرلندي من النظام الليبي السابق.
وتحدث جون ريس الصحافي والكاتب في "الغارديان" عن "الضغوط التي مارسها الوحدويون في ايرلندا الشمالية على كاميرون" مضيفاً "أن اختيار ليبيا جاء نتيجة ضعفها في اتخاذ القرارات السيادية بسبب وجود الناتو".
الضغوط السياسية المتزايدة على كاميرون، دفعت المتحدث باسم الداونينغ ستريت إلى التشديد على إعطاء مسألة تعويض المتضررين النصيب الواسع من اهتمام الحكومة البريطانية. خطوة لاقت تاييداً واسعاً من كبار المسؤولين المحافظين لخطوة كاميرون لإنهاء ما وصفوه بـ"العدالة المشينة للضحايا البريطانيين".
وفي هذا الإطار يقول حسن الأمين، عضو المؤتمر الوطني المستقيل "إن بريطانيا هي التي لبعت دور إعادة تأهيل القذافي إلى حظيرة المجتمع الدولي مقابل ان يقدم معلومات عن الحيش الجمهوري الأيرلندي".
صحيفة "التليغراف" البريطانية كانت قد كشفت في تحقيق نشرته الأسبوع الماضي عن تورط رئيس الحكومة البريطانية الأسبق طوني بلير في حجب حصول المتضررين البريطانيين على تعويض بعشرات الملايين من الجنيهات أثناء دوره كوسيط بين بوش والقذافي لتسوية أوضاع الضحايا الأميركيين جراء تفجير طائرة لوكربي، الذين حصلوا على تعويضات من ليبيا مقدارها مليار جنيه استرليني".
حملة كاميرون المطالبة بتعويضات للمتضررين البريطانيين ما هي إلا محاولة منه بحسب المراقبين لتحقيق مكاسب سياسية داخلية في ظل تدني شعبية حزب المحافظين فضلاً عن استغلاله لتردي الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا وتحميل الشعب الليبي تبعات ما ارتكبه النظام السابق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق