ليبيا المستقبل - وكالات: أدانت الحكومة الليبية المؤقتة
الاشتباكات المسلحة التي وقعت مساء الخميس في العاصمة طرابلس وأسفرت عن
مقتل ثلاثة أشخاص، في حين شجب مجلس المدينة المحلي الاشتباكات وطالب بإخلاء
العاصمة من مظاهر التسلح. في الأثناء نشر الجيش الليبي قواته في بنغازي
لاستعادة الأمن بالمدينة. فقد تعهدت الحكومة الليبية في
بيان لها أمس الجمعة باتخاذ التدابير اللازمة لعدم تكرار مثل هذه الأحداث
وتقديم من يقف وراءها للعدالة. كما حذرت الحكومة من خطورة
انتشار السلاح خارج نطاق الدولة داعية الثوار للانضمام لمؤسستي الجيش
والشرطة، ودعت المواطنين إلى عدم الانجرار وراء ما وصفتها بالدعوات التي من
شأنها زرع الفتنة بين أبناء الشعب.
شجب ومطالبة
في هذه الأثناء شجب مجلس طرابلس المحلي اعتداء كتائب مسلحة تتخذ من أحد أحياء العاصمة الليبية مقرا لها على وسط طرابلس. وفي
اجتماع موسع ضم أعضاء المجلس مع مجلس حكماء وأعيان ليبيا طالب المجتمعون
بتطبيق قرار المؤتمر الوطني العام رقم 27 القاضي بإخلاء العاصمة من مظاهر
التسلح. من جهته أعلن رئيس مجلس طرابلس المحلي السادات
البدري أن عدد ضحايا اشتباكات الخميس بلغ ثلاثة قتلى ونحو 27 جريحا أربعة
منهم في حالة حرجة، فيما يظل عدد الضحايا من القوة المهاجمة مجهولا حتى
اللحظة. وكانت مواجهات نشبت بين كتيبتين متنافستين في
طرابلس مساء الخميس وبدأت هذه المواجهات بعد وفاة قائد مليشيا من مصراتة
يدعى نوري فريوان متأثرا بجروح أصيب بها عند حاجز لكتيبة من الثوار
السابقين في سوق الجمعة أحد أحياء شرق العاصمة. وانتقاما
لمقتله، جاء مسلحون من مدينة مصراتة على متن مركبات مجهزة بمدافع مضادة
للطائرات وتوجهوا إلى حي سوق الجمعة وأقفلوا الطريق المؤدية إلى الحي. وسمع
تبادل إطلاق النار وانفجارات طوال الليل لا سيما في محيط فندق راديسون حيث
ينزل عدد من الدبلوماسيين ورجال الأعمال الأجانب. وبدت الجمعة آثار الرصاص
على جدران الفندق فيما تحطم عدد من نوافذه. وتجد الحكومة
الليبية صعوبة في احتواء الثوار الذين ساهموا في إسقاط نظام العقيد الليبي
الراحل معمر القذافي، ولم تنجح مساعي إدماجهم في القوات النظامية في الحد
من الاشتباكات التي تنشب من حين لآخر بين كتائب تتنازع مناطق النفوذ.
نشر قوات في بنغازي
من جهة أخرى أعلن الجيش عن نشر قواته في مدينة بنغازي في استعراض
للقوة يهدف إلى استعادة الأمن في المدينة بعد عمليات الاغتيال والهجمات
التي استهدفت خصوصا ضباط الجيش. وقال شهود إن المئات من
ناقلات الجند المدرعة وشاحنات الجيش المزودة بمدافع جابت المدينة القديمة
قرب منطقة الكورنيش بعد صلاة الجمعة وسط تهليل من السكان الذين سئموا
العنف. وتظاهر مئات في مدينة بنغازي للتنديد بعمليات
الاغتيال والتفجير التي شهدتها المدينة مؤخرا، وطالب المتظاهرون الحكومة
المؤقتة بإعادة تفعيل جهازي الشرطة والجيش الوطني لحماية البلاد والأمن
الداخلي. وطالب المتظاهرون الحكومة أيضا بالكشف عن الجهة التي تقف وراء عمليات الاغتيال. وكانت
مدينة بنغازي قد شهدت موجة من الاغتيالات لضباط في الأجهزة الأمنية، كان
آخرها اختطاف المستشار القانوني بوزارة الدفاع الليبية هيثم سليمان ابن
اللواء سليمان محمود العبيدي أحد القيادات العسكرية البارزة في نظام
القذافي ومن أوائل الضباط المنشقين عنه بعد اندلاع ثورة السابع عشر من
فبراير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق