ليبيا المستقبل - اللندن - سكاي نيوز عربية: لم يكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري رجل المهام الصعبة كما صار يطلق عليه في الولايات المتحدة يفرغ من مهمته المتعلقة بالملف النووي الإيراني ويصل فيها إلى اتفاق يعتبره هو وإدارته ناجحا بكل المقاييس حتى جاء إلى لندن لمناقشة ملف آخر له من ملفات الشرق الأوسط العسيرة على الحل (الملف الليبي) مع رئيس الوزراء الليبي علي زيدان. ولا يكف كيري، عن إثارة الدهشة بتصديه لملفات تبدو عسيرة على الحل أو ربما مستحيلة ولكنه ينجح رغم ذلك في حلها والعودة إلى بلاده بنصر دبلوماسي جديد على الأقل من وجهة نظر الإدارة الأميركية.
وربما يكون الملف الليبي الذي يناقشه كيري مع زيدان رئيس الوزراء الليبي في لقاء سريع بلندن من أصعب الملفات التي سيتعامل معها الوزير الأميركي خاصة مع حالة السيولة الأمنية التي تعاني منها ليبيا التي تقترن في الوقت نفسه بعدم رغبة أميركية في التورط بجنودها أو خبرائها الأمنيين في أي من دول الشرق الأوسط. وقد نفت واشنطن أكثر من مرة عزمها أو حتى رغبتها في إرسال قوات إلى ليبيا أو حتى دعمها لفكرة وجود قوات حفظ سلام دولية تدعم القوات الحكومية الليبية في حفظ الأمن هناك. ولا تبدو طرابلس بالطبع مرتاحة حيال ذلك فملف التحديات الأمنية، التي وصلت لانتزاع رئيس الوزراء نفسه من فراشه واحتجازه لفترة من الوقت، لا يمكن حله فقط بالتدريبات التي تعتزم واشنطن تقديمها لسبعة آلاف جندي ليبي أو حتى بالمساعدة على كيفية التعامل مع الميلشيات المسلحة في ليبيا وإدماجها في المؤسسات الرسمية الليبية.
وقد تبدو محاولات علي زيدان للحصول على ما هو أكثر من التدريب والدعم اللوجيستي صعبة للغاية رغم التصريحات المتتالية الصادرة من واشنطن عن أهمية دعم الحكومة الليبية وخطورة انفلات الميلشيات فيها ما يهدد بوقوع هجمات إرهابية ليس في ليبيا فقط ولكن في المنطقة كلها. المهمة صعبة إذا لهذا يتصدى لها رجل المهام الصعبة جون كيري الذي أفلح في شهرين تقريبا في حل ملف السلاح الكيماوي السوري وأزمة البرنامج النووي الإيراني الذي دام 10 سنوات تقريبا. صحيح أن كيري لم يفلح في تقديم حلول واقعية للأزمة السورية لكن التحليلات الصحفية الغربية ترجع إلى مهارته وكفاءته الدبلوماسية الشيء الكثير في حسم الملفات الأخرى. وربما ينجح كيري في استغلال مهاراته الدبلوماسية لمساعدة ليبيا على الخروج من أزمة الانفلات الأمني ومساعدتها على بناء قوتها العسكرية وبالتالي إرضاء الحكومة الليبية الناقمة على الغرب لما تعتبره تخليا عنها وفي الوقت نفسه ينجح في عدم توريط حكومته في أزمة شرق أوسطية جديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق