حثت
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الولايات المتحدة وأوروبا على العودة مرة
أخرى إلى ليبيا، ولكن في هذه المرة للمساعدة في إعادة بناء الدولة الليبية
مرة أخرى. وقالت -في مقال افتتاحي أوردته على موقعها
الإلكتروني يوم الخميس- "عقب مرور عام على الهجوم الدامي ضد البعثة
الأمريكية في بنغازي الليبية الذي أسفر عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنز
وثلاثة آخرين، تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتسليم الجناة إلى
العدالة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن". وأضافت الصحيفة
الأمريكية "البعض يتساءل عن السبب وراء عدم ضغط الإدارة الأمريكية على
الحكومة الليبية لإتخاذ إجراءات حاسمة ضد المشتبه بهم أو جماعة أنصار
الشريعة، والبعض الآخر يرى أنه كان من الضروري أن يشن أوباما غارة أمريكية
أحادية الجانب، كالتي قام بها سابقا وأسفرت عن مقتل أسامة بن لادن". وترى
الصحيفة أن هناك أسبابا وجيهة لتوخي الحذر في مثل هذا الأمر، فتوجيه ضربة
عسكرية ضد ليبيا ستكون له تكلفته السياسية العالية، حتى لو نجحت وهذا ليس
مؤكدا، كما أن الضربة يمكن أن تبدد السمعة الحسنة النادرة التي اكتسبتها
واشنطن في ليبيا عقب أن ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي، فضلا عن ذلك يمكن
أن تساعد في زعزعة استقرار النظام المعتدل الذي يناضل للحفاظ على سير
العملية الاقتصادية في البلاد واستكمال بناء نظام سياسي ديمقراطي جديد. وأوضحت
أن الحكومة الليبية أيضا لا يمكن أن تتخذ أي إجراءات ضد جماعة أنصار
الشريعة أو الجماعات الإرهابية المشتبه بها، إذ أنه عقب مرور عامين على
الإطاحة بنظام القذافي، لا تزال ليبيا تقع تحت سيطرة الميلشيات المسلحة
التي بزغ نجمها وقت اندلاع الثورة الليبية ولم تختف بعد ذلك. وأشارت
الصحيفة إلى أن ما تحتاج إليه ليبيا من واشنطن حقا هو المساعدة في بناء
الدولة وليس شن غارات جوية أخرى، ففي رسالة موجهة إلى وزير الخارجية
الأمريكي جون كيري هذا الأسبوع، حث 28 خبيرا، بينهم عدد من الدبلوماسيين
الأمريكيين السابقين وعلماء ورجال أعمال، على تبنى سياسة أكثر فعالية من
شأنها أن تساعد في تحقيق العدالة في هجوم بنغازي. واختتمت
"واشنطن بوست" الأمريكية -افتتاحيتها- قائلة "إنه عقب أن ساعدت إدارة
أوباما وحلفائها الأوروبيين في تحرير ليبيا، لم يلبثوا أن غادروا سريعا
تاركين البلاد المحطمة لتعثر على مسارها الخاص، وإذا ما رغبوا في تجنب
انزلاق دولة عربية أخرى نحو الفوضى، فإنهم بحاجة إلى العودة مرة أخرى.
المصدر: أ ش أ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق