وأوضح كوليتسكو -وهو عضو المؤسسة الألمانية لصحة الأطفال بمدينة ميونيخ- كيفية حدوث ذلك بأن مقاومة الإنسولين تعد مرحلة أولية للإصابة بالسكري من النوع الثاني، إذ قلما يستجيب الجسم عند الإصابة به لهرمون الإنسولين، ومن ثم لا ينتقل السكر من الدم إلى الخلايا بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم.
ويشار إلى أن هناك دراسة قديمة قد أظهرت أن تلوث الهواء بالجسيمات والغبار الناعم الناتجين عن عوادم السيارات يزيد خطر إصابة الأطفال بالتهاب الشعب الهوائية المزمن والحساسية.
رغم اختلاف المواد الموجودة في عوادم السيارات والدخان المنبعث من المصانع وغيرها من الملوثات فإنه يمكن اعتبار معظمها مواد مؤكسده oxidizers (المواد المؤكسدة تغير من تركيب الخلية البشرية وتؤثر سلبا على انقسامها عبر تفاعلات كيميائيه معينة)، وفي حالة مرض السكري من النوع الأول يمكن أن يسبب مقاومة لعمل الإنسولين في الجسم خاصة أن التعرض على المدى القريب والبعيد لكميات متزايدة من بعض المواد المؤكسدة مثل ثاني أكسيد النتروجين (NO2) يؤدي إلى مقاومة عمل الإنسولين.
وقام الباحثون بتجميع عينات من الدم من 397 طفلا في عمر العاشرة في إطار دراسة ألمانية تهدف لمتابعة تأثير التلوث البيئي على الأفراد منذ الولادة، وتقوم برصد كمية تعرض الفرد لملوثات الهواء من عوادم السيارات تبعا للسكن والكثافة السكانية والعلاقة بين تلوث الهواء ومقاومة الإنسولين، وتم تثبيت العوامل الأخرى التي من الممكن أن تلعب دورا في مقاومه الإنسولين مثل (العامل البيئي والاقتصادي للأسرة وكذلك النمو الطبيعي ومؤشر كتله الجسم BMI، وأيضا إذا كان أحد الوالدين مدخنا وهناك خطورة من التعرض للتدخين السلبي).
ولاحظ الباحثون أن نسبة مقاومة الإنسولين كانت في الأطفال الذين تعرضوا لتلوث الهواء بنسبة 7% لكل 500 متر مربع. ووجدت الدراسة أن تلوث الهواء ارتبط بانخفاض وزن المواليد وتأخر النمو (وهذان العاملان يعتبران من عوامل الخطورة المؤدية إلى حدوث مرض السكري من النوع الثاني). وعلى الرغم من إمكانية أن يكون انخفاض وزن المواليد مرحلة متوسطة في الإصابة بمقاومة الإنسولين، فإن الدراسة لم تجد دليلا عمليا على ذلك، حيث إن معظم الأطفال الذين شملتهم الدراسة كان متوسط أوزانهم فوق 2.5 كلغم. وما زالت هذه الدراسة مستمرة حتى يبلغ الأطفال سن الخامسة عشرة. وتتبع الأطفال الذين انتقلوا مع أسرهم من المناطق السكنية التي يوجد بها تلوث مروري إلى أماكن سكنية نظيفة والعكس، وهو الأمر الذي سوف يساعد الدارسين على تتبع الأثر على المدى البعيد، فضلا عن دراسة تأثير التلوث المروري على صحة الأمهات ومرحلة ما قبل الولادة وتأثيرها على الجنين وأيضا معرفه إذا ما كانت الإصابة بمرض السكري في البالغين متعلقة بظروف بيئية تم التعرض لها أثناء الطفولة من عدمه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق