ذكرت
مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن ثورات الربيع العربى قد أثرت بالسلب
على الصحة النفسية للأطفال فى الدول التى شهدت تغييرا؛ لاسيما ليبيا ومصر
وتونس. ورصدت- فى تعليق بثته على موقعها الإلكترونى مساء
اليوم الجمعة- ظهور أعراض لأضرار نفسية على نحو 4 آلاف طفل ليبى ممن تشردوا
خلال أحداث الثورة التى أطاحت بنظام الراحل معمر القذافى قبل عامين. وبحسب
تقرير أعدته منظمة "إنقاذ الأطفال" الخيرية، فإن هؤلاء الأطفال يعانون
أمراضا مثل التبول اللاإرادى والعدوانية والتلعثم فى الكلام، فيما لاحظ بعض
الآباء أن أبناءهم يشيرون بعلامة النصر بأصابعهم أثناء نومهم.
وفى مصر، أظهرت دراسة أعدتها جامعة القاهرة شملت 500 طفل تتراوح
أعمارهم بين التاسعة والثانية عشرة أن نسبة 67% منهم يقولون إن حياتهم باتت
أسوأ مما كانت عليه قبل الثورة، فيما ظهرت على العديد منهم أعراض "اضطراب
ما بعد الصدمة" والقلق والتوتر.
أما فى تونس، فآثار الثورة على الأطفال أقل ظهورا. ويقول الدكتور
نوفل قدور، رئيس وحدة الطب النفسى للأطفال والمراهقين بالمستشفى الجامعى
بمدينة "المنتسير" الساحلية جنوب تونس، إن حالات "اضطراب ما بعد الصدمة"
التى استقبلها فى عيادته زادت بنسبة 5.0% فى الفترة بين 2003-2010
و2011-2013، مرجحا ظهور آثار الثورة على الصحة النفسية بشكل أوضح فى
المناطق الحدودية المتاخمة للجزائر، حيث لا تزال غير مستقرة.
ورصدت "الإيكونوميست" اعتقال السلطات المصرية نحو 453 طفل بينهم
أطفال فى التاسعة من العمر خلال التظاهرات فى الفترة من يناير ومايو من
العام الحالى، بحسب تقرير أعدته لجنة "الدفاع عن متظاهرى مصر".
كما رصدت ارتفاع المواجهات بين المدرسين والتلاميذ فى تونس التى
نظمت فى شهر أبريل الماضى مؤتمرا عن العنف فى المدراس التونسية، حيث أكد
أحد مفتشى المدارس الابتدائية ارتفاع تلك المواجهات على نحو غير مسبوق، إلا
أن هذه الثورات لم تخل من أثر إيجابى على الأطفال فقد رصدت "الإيكونوميست"
إقبالا أكثر من جانب صغار الشبان بعد الثورة على التعرف على الأحداث
الجارية وقراءة الصحف التى أصبحت الآن من الضروريات، بحسب بعض هؤلاء الشباب
ممن لم يتجاوزوا الرابعة عشرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق