ليبيا المستقبل – خليفة علي حداد: قال الشيخ الصادق الغرياني مفتي
الديار الليبية في بيان أصدره أمس الجمعة أن "القرار الذي اتخذه آهل
تاورغاء بالرجوع على الرغم من المبررات التي ذكروا أنها أوصلتهم إليه وأنها
مبررات حقيقية - فهو قرار خاطئ ينبغي التراجع عنه، لما تترتب عليه من
عواقب وخيمة، وتداعيات خطيرة، تُدخل المنطقة في حرب أهلية طاحنة ومزيد من
سفك الدماء البريئة".
وأضاف الغرياني تعليقا على قرار أهالي مدينة تاورغاء بالعودة إلى
ديارهم في 25 من الشهر الحالي "على كل من أهل تاورغاء وأهل مصراتة، وكذلك
غيرهم من المناطق التي نشأ عنها نازحون، بسبب معارك التحرير، مثل المشاشية،
والزنتان، وككلة والقواليش، أو غيرهم من مناطق الجنوب، عليهم أن يقبلوا
جميعا مهما كانت الآلام التي عانى منها الطرف المتضرر - أن يقبلوا في
تسويةِ ما جرى بينهم التحاكمَ إلى شرع الله تعالى، القائم على العدل
والقصاص، وجبر الضرر".
وحمل الشيخ الغرياني السلطات الليبية ممثلة في الحكومة والمؤتمر
الوطني العام مسؤوليتها في قضية تاورغاء قائلا "أن تتحمل مسؤولياتها في
معالجة قضية النازحين، فإن دماء هؤلاء المغلوبين على أمرهم إذا أقدموا على
اتخاذ أي خطوة يائسة هي في أعناق الحكومة والمسؤولين، كل بقدر مسؤوليته".
أما عن المؤتمر الوطني العام فقال الغرياني "هو أيضا عليه أن
يتحمل مسؤوليته عاجلا بإخراج القوانين اللازمة للعدالة الانتقالية، وتشكيل
قضاء نزيه يتولى البت في قضاياهم التي صارت كأنه يراد لها أن تكون مزمنة لا
حل لها، حتى تفرض واقعا جديدا في البلد، وإلا فما معنى هذا التباطؤ ؟!!"
وتشهد قضية أهالي تاورغاء تصعيدا إعلاميا وسياسيا منذ إعلانهم
قرارا أحاديا بالعودة إلى مدينتهم في 25 من الشهر الجاري. وكان أهالي
تاورغاء قد غادروا مدينتهم قبل مدة قصيرة من سقوط نظام القذافي، ويتهمهم
أهالي مصراتة بالتورط في جرائم ضد مدينتهم أثناء الحصار والقتال الذي خاضته
كتائب القذافي ضد ثوار المدينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق