كشف
رئيس الوزراء الليبي الدكتور علي زيدان النقاب عن أن الرئيس الأميركي بارك
أوباما أبلغه رسميا أن الولايات المتحدة لا تفكر في التدخل العسكري مجددا
في ليبيا ولن ترسل أبناءها إلى هناك. وقال زيدان في مؤتمر صحافي عقده أمس
في العاصمة الليبية طرابلس بعد مشاركته في قمة دول الثماني الصناعية الذي
عقد في آيرلندا الشمالية: «أكد لي الرئيس أوباما في اجتماع حضره جميع قادة
الدول الآخرين هذا الأمر». ونقل عن أوباما قوله: «أبلغ الليبيين أن عندنا
ما يشغلنا من أن نتدخل في أي مكان».
وتابع زيدان: «ولذا هم (الغرب) ليسوا مستعدين لذلك،
وأكدوا أنهم لن يتدخلوا ولن يرسلوا أبناءهم لليبيا»، معتبرا أن «من يتناقل
الأنباء التي تتكلم عن تدخل الدول الخارجية لا يدري كم يكلف هذا الأمر، هم
لا ينوون التدخل، بل أكدوا لنا بأنه من الأهمية لديهم أن يستثمروا في ليبيا
وأن ينفذوا مشروعات، ولكنهم لن يحاربوا في ليبيا، وأعتقد أن الشواهد واضحة
مثل الوضع الحالي سوريا».
ولفت زيدان إلى أن ليبيا هي الدولة العربية الوحيدة التي
تمت دعوتها لحضور قمة الثماني، لافتا إلى أن هذا يستهدف دعم ليبيا في بناء
الدولة وتحقيق الأمن والسلم وإعادة بناء البنية التحتية وإعادة بناء
الاقتصاد وإعادة ترتيب الاقتصاد الليبي. وأكد أن رؤساء
الدول الثماني عبروا له خلال لقائه بهم على هامش هذه القمة عن تقديرهم
للمسار الديمقراطي في ليبيا، والاتجاه الذي تسير عليه في بناء مؤسساتها
المختلفة، وتجديد تأكيدهم للشعب الليبي بمواصلة دعمهم للمؤتمر الوطني العام
(البرلمان).
وأعلن أن دول المجموعة ستدعم بلاده أمنيا «بتدريب الجيش
والشرطة على أفضل الأسس لأن التدريب هنا قد لا يسمح لهم الجو به لنقل الشاب
من الحياة المدنية إلى العسكرية، لذا ستكون التدريبات في معسكرات معزولة
قد تكون خارج ليبيا، وستكون لهم الفرصة للتدريب بأفضل كيفية».
وأوضح أن الرؤساء ومنهم أوباما تساءلوا عن المخاوف
الموجودة لدى الرأي العام الليبي حول إمكانية تدخل هذه الدول في ليبيا،
مضيفا: «وكان عندهم استغراب شديد من هذا الموضوع»، مشيرا إلى أنه قد اجتمع
على هامش القمة أيضا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي عبر عن رغبته في
الالتقاء به والتحاور معه حول العلاقات المستقبلية بين البلدين وإمكانية
تقديم روسيا لمساعدات لليبيا في مجالات التدريب والتأهيل.
واعتبر زيدان أن العالم كله يريد أن تنجح ليبيا في بناء
الدولة، وعلى الليبيين أن يتضافروا ويتعاونوا، وهذا التناحر والتباعد
السياسي لن يحقق إلا الدمار، مطالبا المواطنين بالوقوف أمام كل من يقف ضد
بناء الدولة. واستطرد قائلا: «ويجب أن ينقى الجيش وأن لا
يكون فيه أي رؤى عقائدية أو دينية أو سياسية، وأن يؤتمر بأي حكومة تأتي من
صناديق الاقتراع وكذلك الشرطة بشكل بعيد عن الشأن السياسي، ومن أراد منهم
خوض السياسة فيجب أن لا يدخل هذه الأجهزة، وكذلك الأجهزة الأمنية محايدة
تأخذ الأوامر من الحكومات وتتبع الأنظمة، وكذلك بالنسبة إلى السلك
الدبلوماسي، فهو جهاز محايد لا يدخل في حزب سياسي ويخدم الدولة على مدى
عمرها مهما تغيرت الحكومات». وأضاف: «نحن سنستفيد من هذه الدول في تدريب
الجيش والشرطة وكل الأجهزة الأمنية حتى نحقق تقدما في الجانب الأمني وزارة
الداخلية أنهت تدريب 1500 رجل أمن في بنغازي و1200 في البيضاء وكذلك 1500
رجل أمن في طرابلس، وسيكون لهم حضور في الشارع وفي حماية الأمن، وما زالت
دفعات في مناطق مختلفة ستتخرج، وزيادة على ذلك سندرب في الخارج على الأقل
10 آلاف متدرب ما بين الجيش والشرطة». وأعلن أن وزارة
الصحة الليبية قامت بالتوقيع مع شركة بريطانية على إنشاء 9 مستشفيات في
مختلف المناطق إلى جانب مستشفيات أخرى تم الإعلان عنها مؤخرا.
وفي ما يتعلق بقرار المؤتمر الوطني بشأن ترتيب أوضاع
الكتائب المسلحة، قال زيدان: «التقينا بشباب الدروع في طرابلس لكي نؤكد أن
الدولة لا تريد إقصاء أو إبعاد أحد، وجميع الليبيين أبناء لهذا الوطن ولن
نترك لشخص المجال للابتعاد عن الدولة». في السياق ذاته،
طلب زيدان من أهالي مدينة تاورغاء تأجيل العودة إلى مدينتهم في الوقت
الحاضر، وأن يبقوا حيث هم إلى أن تتم معالجة بعض الأمور التنظيمية، كما
تعهد بالعمل على متابعة أوضاعهم وتذليل الصعاب أمامهم في المدن التي يوجدون
بها حتى يحين ما وصفه بموعد العودة وانتصار روح المصالحة والوئام بين
أبناء الشعب الليبي.
وجاءت تصريحات زيدان في وقت اعتبرت فيه منظمة العفو
الدولية، في تقرير موجز جديد أصدرته أمس بمناسبة لليوم العالمي للاجئين،
أنه يتعين على السلطات الليبية أن تتخذ على الفور تدابير لوضع حد للاعتقال
غير المحدود بأجل للاجئين وطالبي لجوء ومهاجرين، بمن فيهم أطفال، لأغراض
تتعلق بالهجرة حصريا. وقالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير
برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إن «التعذيب وسوء المعاملة
اللذين كشفنا النقاب عنهما في (مراكز الإيواء) غير مقبولين».
من جهتها طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» الأميركية
القضاء الليبي بأن يسقط فورا جميع الاتهامات الجنائية التي تخرق حرية
التعبير بسبب رسوم كاريكاتيرية في ملصقات انتخابية، وهي الاتهامات المنسوبة
إلى مسؤولين اثنين من الحزب الوطني الليبي.
المصدر: خالد محمود- الشرق الأوسط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق