(طرابلس) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن على السلطات الليبية أن تسمح لسكان مدينة تاورغاء النازحين بالعودة إلى ديارهم سالمين.
قامت السلطات المحلية في أجدابيا بإعادة مجموعة من سكان تاورغاء
في 25 يونيو/حزيران 2013 من حيث جاءوا. غادر بعضهم بنغازي في قافلة من
حوالي 40 سيارة متجهين إلى تاورغاء، التي تقع على مسافة 750 كيلومترا إلى
الغرب، ثم مُنعوا من المرور في أجدابيا، على مسافة 150 كيلومترا من بنغازي.
فر سكان تاورغاء من بلدتهم [2]
في أغسطس/آب 2011 مع اقتراب المقاتلين المسلحين من مدينة مصراتة القريبة
من تاورغاء. هناك نحو 35 ألف شخص من سكان تاورغاء موزعين على أنحاء ليبيا
وقد منعتهم جماعات مسلحة من مصراتة من العودة. تتهم [3] جماعات مصراتة المسلحة سكان تاورغاء بالقتال في صفوف قوات القذافي أثناء نزاع 2011 وبارتكاب جرائم حرب في مصراتة.
قالت هيومن رايتس ووتش إنه بينما من المفهوم أن بعض أهالي مصراتة
قد تكون لديهم رغبة في إحقاق العدالة على جرائم ارتكبت بحقهم من قِبل بعض
الأفراد، فهذا لا يعطيهم الحق في منع حق العودة عن أشخاص نازحين. إن النزوح
القسري الممنهج أو المُمارس على نطاق واسع الذي يُنفذ كسياسة – كما في هذه
الحالة – قد يرقى إلى كونه جريمة ضد الإنسانية.
وقال إريك غولدستين [4]،
نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس
ووتش: "هناك تجمع سكاني كامل سقط رهينة لجرائم يُزعم أن قلة منه قد
ارتكبتها. العبء الآن على كاهل الحكومة، أن تنهي هذا العقاب الجماعي من
خلال ضمان قدرة سكان تاورغاء على ممارسة حقهم كاملا في العودة إلى ديارهم
أخيرا"ً.
على مدار الأسابيع الأخيرة حذّرت الحكومة وحذرت قيادات دينية
وقبلية وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا من مبادرة أحادية معلنة من سكان
تاورغاء بالعودة إلى ديارهم في 25 يونيو/حزيران. قالت الحكومة وآخرون إنهم
قلقون إزاء احتمالات وقوع مواجهات مع جماعات تعارض عودة أهل تاورغاء.
قرر مجلس تاورغاء المحلي – وهو الجهة الأساسية المسؤولة عن سكان
تاورغاء النازحين – أن يرجئ عملية العودة. لكن مجموعة صغيرة من سكان
تاورغاء، مدفوعين جزئيا بالقلق من وجود خطة في طور التحضير لإعادة توطينهم
بشكل نهائي في مكان آخر غير تاورغاء، شرعوا في العودة. تم منعهم على يد
السلطات المحلية في أجدابيا. يبدو أن المسؤولين المحليين قد اتخذوا
إجراءاتهم بالاتفاق مع الحكومة المركزية، التي خشت من وقوع هجمات على
القافلة من قبل مجموعات من مصراتة، على حد قول شخص من القافلة حضر اجتماعات
مع السلطات المحلية ل هيومن رايتس ووتش.
زارت [5] هيومن رايتس ووتش تاورغاء بانتظام عامي 2011 و 2012 وراجعت صور قمر صناعي [6]
للدمار اللاحق بالمدينة في عدة مراحل. رصد الباحثون أعمال حرق موسعة ونهب
للبنايات السكنية والتجارية في أغلب مناطق المدينة، من إحراق عمدي وهدم
للمباني بعد القتال الذي توقف أواسط عام 2011 ، في محاولة ظاهرة لمنع سكان
تاورغاء من العودة إلى ديارهم. كانت الحكومة غير مستعدة أو غير قادرة على
التدخل لإنهاء حالة رفض العودة التي تبنتها ميليشيات مصراتة، إزاء عودة أهل
تاورغاء.
وقال إريك غولدستين: "منع الناس من العودة إلى بيوتهم هو بمثابة
احتجاز لهم". وتابع: "على السلطات ألا تدعهم يرجعون إلى ديارهم فحسب، بل
عليها أيضا أن تضمن أمنهم أثناء الرحلة وبعد العودة إلى هناك".
hrw
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق