أحمد البخاري
منذ
ما يقارب الأسبوع ، وأنا أفكر في هذه الفكرة. بالتأكيد كلّنا كتيارات
ليبرالية ومدنية وعلمانية، يتمنّى بالطبع، أن يتم دكّ الجماعات المتطرفة،
وتحجيمها بالقوة من قبل الدولة، كلنا يتمنى أن تسحق هذه الجماعات سحقاً ،
هذه الجماعات التي أتخذت الإرهاب والتفكير وقتل الأبرياء منهجاً لها، ولكن
خلال هذه المدة الماضية وأنا يشغلني التفكير في هذه الفكرة تحديداً ، فنحن
ليس هدفنا هو إستخدام القوة، وليست غايتنا هو رؤية المزيد من الموتى
والقتلى من أبناء وطننا، ليس هذا الهدف بتاتاً ، بل الهدف هو تجفيف مجتمعنا
من هذه الآفة، وتقليص هذا الفكر إلى درجة التلاشي، فهل القوة والعنف هي
الطريقة السليمة لردع هذا الفكر ..!!
حتى
أن خبر جلوس طالبان مع أمريكا على طاولة المفاوضات فاجأني، فقد جاء هذا
الخبر في الوقت الذي كنت أراجع فيه هذه المسألة تحديداً ، يقول الفيلسوف
والمفكر الروحاني الهندي " سادجورو " : بغض النظر عن أن هذا الأمر مؤسف،
إلا أن حقيقة تعريض حياتهم للخطر، يعني أنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة لهم،
وهذا يجعلنا نتوقف للحظات للتفكير، فالذي يخاطر بحياته بل وأحياناً يقتل
نفسه من أجل قضية ما، لابد أن هذه القضية تعني له الكثير مهما كان سوءها"،
إذن فالمسألة ليست بهذه السطحية التي يتناولها أغلب التيار الليبرالي،
فالمسألة لعمق في تحليل الظاهرة بعقلانية، فأصحاب هؤلاء الفكر ليسوا مجرد
معاتيه كما يتصور البعض، بل هم نتاج قضية وبيئة معقدة من الأفكار ومجموع
تطوراتها، لهذا لابد من وضع آليات فعالة وأستراتيجيات ناجحة لرد هذه
الظاهرة وتفكيك منظومتها جذرياً ، أما القفز إلى إستسهال الحلول والإكتفاء
بخيار القوة فقط، فهو لن يحل المشكلة بل سؤججها أكثر، وتصبح الإستماتة في
معركة الوجود حتمية.
وهنا
تحضرني جملة العبقري مرشد الجماعة العبقرية : " أسلمة الشعب الليبي المسلم
" ، إن الحل يبدأ بالفعل من المجتمع ، من القاعدة ، وهذا ربما ما أنتبهت
إليه بعض القوى العالمية ، فتفكيك مثلث البطالة-الجهل-الإنغلاق ، وإستبداله
بالعمل والرفاهية، التنوير والعلم ، الإنتفاح ، هو بداية الحل، وما أرجوه
فعلاً أن نجد حلولاً أخرى، ونعيد التفكير كتيار ليبرالي في تعاملنا مع هذه
الظاهرة، والنظر إليها بعمق أكثر، علنا نجد حلولاً أكثر جذرية.
الكاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق